من هو جعفر الطيار

جعفر الطيار

كان صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أسوداً في المعارك والنّزال، فلقد شهدت ساحات الوغى صولاتهم وجولاتهم التي صدقوا فيها ماعاهدوا الله تعالى عليه، فمنهم من قضى نحبه واستشهد في عهد النّبي الكريم، ومنهم من استكمل طريق الجهاد في سبيل الله تعالى والدّعوة الإسلاميّة بعد ذلك منتظراً إحدى الحسنيين إمّا النّصر أو الشّهادة، ومن بين هؤلاء الرّجال العظام والصّحابة الكرام الصّحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فما هي سيرته العطرة، ولماذا سمّي بجعفر الطّيار ؟

ولادة جعفر الطيار ونشأته

ولد جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم في مكّة المكرّمة، وقد كان أبوه أبو طالب عم النّبي عليه الصّلاة والسّلام أحد وجهاء قريش، وقد كان رضي الله عنه من السّابقين للإسلام حيث انشرح صدره للدّعوة الإسلاميّة مبكّراً قبل أن يجتمع المسلمون في دار الأرقم، وقد بذل جعفر رضي الله عنه نفسه للدّعوة وتشرّب حبّها قلبه حتّى كان صابراً محتسباً مع من تعرضوا للأذى من قبل قريش بسبب إيمانهم.

هجرة جعفر الطيار إلى الحبشة

هاجر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مع زوجته أسماء بنت عميس إلى أرض الحبشة، عندما أذن النّبي عليه الصّلاة والسّلام لهم بذلك حيث كان فيها ملكاً اسمه النّجاشي، وكان ملكاً عادلاً لا يظلم عنده أحد، وفي أرض الحبشة تزعّم جعفر رضي الله عنه لقرابته من النّبي وسبقه في الإسلام وفد المسلمين الذين التقوا بالنّجاشي وشرحوا له مبادىء الدّين الإسلامي.

قد وصلت كلمات جعفر البليغة إلى قلب النّجاشي ولامست شغافها حتّى أنشرح صدره للإسلام، فأسلم عندما أدرك أنّ ما يدعو إليه الإسلام يخرج من نفس مشكاة ما كان يدعو إليه نبي الله عيسى عليه السّلام من قبل.

بطولات جعفر الطيار يوم مؤتة

برز جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كمقاتلٍ عنيد يذود عن حمى الدّين بكلّ بسالةٍ وشجاعة، وقد تجلّت بطولات جعفر رضي الله عنه في غزوة مؤتة التي حصلت في عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام في السّنة الثّامنة للهجرة، حيث جهّز النّبي الكريم جيشاً وأمره بالتّوجه إلى أطراف بلاد الشّام لملاقاة جيش الرّوم.

كان جعفر القائد الثّاني لجيش المسلمين بعد زيد بن حارثة رضي الله عنه، حيث استلم الرّاية بعد استشهاده، وعندما استلم جعفر راية الجيش قطع الكفّار يمينه فاستلم الرّاية بشماله، ثمّ قطع الكفّار شماله فاستلم الرّاية بعضديه، ثمّ استشهد رضي الله عنه فطار في الجنّة بجناحيه التي أبدله الله بهما مقابل يديه التي فقدهما فلقّب من يومها بجعفر الطّيار رضي الله عنه وأرضاه.