عمر بن عبد العزيز

عمر بن عبد العزيز

في تاريخنا الإسلاميّ رِجالٌ أعلام لا تنقضي سيرتهُم ولا تقف عند حدّ شهرتهم، ولا يكون هذا الأمر إلاّ بإيمانهِم بربّهم وتطبيقهِم لدينِ الله تعالى على وجهه الصحيح فأعلى الله ذِكرهُم وأظهرَ أمرهُم، ومِن بين هؤلاء الرِجال الأعلام عُمر بن عبد العزيز الذي يُعدّهُ كثيرٌ من العُلماء خامسَ الخُلفاء الراشدين، فمن هوَ هذا الرجل الصالح وما هيَ قصّته.

الاسم والنسب

هوَ عُمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، فهوَ من قُريش وبالأخص من بني أُميّة، هذا نسبهُ من جِهة والده، أمّا من جهة الأُم فأمُه هي أمَ عاصم بنت عاصم بن عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنهُ وأرضاه، فهيَ حفيدة الخليفة العادل الفاروق عُمر رضيَ الله عنه وأنجبت الخليفة العادل عُمر بن عبد العزيز، وأمّها – أي أُم عاصم- وهي جدّة عُمر بن عبد العزيز فهي الفتاة التي سمعها عُمر بن الخطّاب أمير المؤمنين ذاتَ يوم حينَ كانَ يتفقّد نواحي المدينة، وهيَ تُخالف أُمّها في طلبها منها أن تخلطَ الماءَ باللبن، فزوّجها عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه لابنه عاصم لِما رأى منها من الورع والتقوى، لِذا يتّضحُ مدى نقاء النسب وطُهر الحسب لعُمر بن عبد العزيز رحمهُ الله.

أهم ملامح شخصيّته

عُرِف عُمر بن عبد العزيز رحمهُ الله تعالى بتقواه وورعه الشديد وخُصوصاً حينَ تولّى خِلافة المُسلمين، وقد اشتهر عنهُ رحمه الله كثرة اهتمامه بالعِلم وخُصوصاً علم الحديث النبويّ الشريف؛ فهوَ من الحافظين لحديث رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، وقد نهلَ من العِلم في نشأته في المدينة المنوّرة، وكانَ عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه قد رأى في المنام غيرَ ذاتَ مرّة أنَّ أحداً من ولده أو ذريّته سيملأ الأرض عدلاً، ومن علامات هذا الرجل أنَّ في وجهه أثراً، وبالفعل فقد أحدثت إحدى الخيل التي كانَت في إسطبل أبيه في مصر شجّاً في وجهه، فما رأى أبوه هذا الشجّ استبشرَ خيراً لما يعلمهُ من قولِ عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنهُ في صفة العادل من ذريّته.

الخِلافة

تولّى عُمر بن العزيز رحمهُ الله تعالى الخِلافة بعدَ أن أوصى لهُ بها سُليمان بن عبد الملك ابنُ عمّه وأخ زوجته فاطمة، فكانت فترة خلافته من أكثر فترات الحُكم الأمويّ عدلاً وبركة؛ حيث كانَ مِثالاً للعدل بين الرعيّة، حيث أعادَ لذاكرة الأُمة فترةَ حُكم جدّه الفاروق عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه، حتّى قبضهُ الله تعالى إليه في سنة 101 للهجرة النبويّة رحمهُ الله تعالى، وكانَ عُمرهُ حينَ توفّيَ أربعينَ سنة.