كيف كان موقف خالد من الرسول قبل أن يسلم
نسب خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد بن المغيره بن عبد الله بن عمرو المخزوميّ القرشيّ، وينتهي نسبه إلى مرّة بن كعب الجد السابع للرسول عليه السلام، أمّه تُدعى لبابة بنت الحارث الهلاليّة، وهي أخت السيّدة ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول عليه السلام، كان يُلقّب بأبي سليمان، ومن الجدير بالذكر أنّ العرب قديماً لم تهتم بتاريخ الميلاد، إلا أنّنا يمكن أن نحدّد تاريخ ميلاد خالد بن الوليد من خلال وفاته، حيث كان يُقدّر عمره عندما تُوفّي ب60 عاماً، وبذلك يمكن تقدير تاريخ مولده في عام 580 ميلاديّ، أي قبل الهجرة النبويّة بأربعين عاماً تقريباً.
نشأته وصفاته
نشأ خالد بن الوليد بين شباب قومه، وكان أبوه ذا جاهٍ وعزٍّ وشرفٍ رفيع في قريش، وكغيره من أبناء أشراف قريش فقد تعلّم الفروسيّة في صغره، وتميّز بها أكثر من أقرانه، لذلك فقد كانت له مكانة مميّزة بين شباب قريش، وكان يُعرف بالشجاعة والإقدام والإيثار والكرم، والحنكة والذكاء، وخاصّة في فنون الفروسيّة وأساليبها، فقد كان خفيف الحركة في الكرّ والفرّ، وبذلك أثبت مكانته في المعارك والحروب التي خاضها، ممّا جعله من أفضل فرسان قريش على الإطلاق. كان خالد بن الوليد طويلاً قويّ البنية، فقد تمتّع بقوّة جسديّة مشابهة لتلك التي تمتّع بها عمر بن الخطاب، ممّا جعل الناس يخلطون بينهما كثيراً، كان لخالد القبة وأعنّة الخيل، وقد ورثها من أبيه الوليد من المغيرة، فالقبّة هي تلك الخيمة التي كانوا يجمعون فيها كلّ ما يخصّ الجيش من زاد وعتاد، أمّا أعنّة الخيل فهي: الخيول المقدّمة على خيول قريش في الحرب.
موقفه من الرسول قبل إسلامه
كان من أشدّ النّاس عداوة للرسول عليه السلام ولدعوته التي جاء بها، بل وكان ناقماً وحاقداً وشديد العداوة على كلّ من آمن معه، واتّبع دين الإسلام، وكان من أكثر أهل قريش حرصاً على قتال المسلمين وكسر شوكتهم، ولذلك نجده من أوائل المحاربين لهم في كلّ المعارك التي قاتلت فيها قريش ضد المسلمين، وعلى رأس تلك المعارك ما حدث في غزوة أحد، حيث قاد خالد بن الوليد المشركين إلى النّصر وهزيمة جيش المسلمين، لما تمتّع به من فنون في القتال، وبعد أن استغلّ الخطأ الذي ارتكبه رماة المسلمين المتمركزون في أعلى جبل أحد.
إسلامه
أسلم خالد بن الوليد بعد صلح الحديبية، وبالتحديد في شهر صفر من السنة الثامنة للهجرة، أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، فقد كان كثير الخلوة مع نفسه، ويتفكّر بما جاء به الدين الإسلاميّ، فقد أسلم هو وعمرو بن العاص في آنٍ واحد، وقد لقبه النبي عليه السلام بسيف الله المسلول.