أين مات خالد بن الوليد
خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد بن المُغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب القريشيّ المخروميّ، وهو أحد الصحابة والقادة العسكريين، ويُكنّى بأبي سليمان، ويُلقب بسيف الله المسلول، ويَتَميز بأنّه واحد من أكثرِ الأشخاص الذين يمتلكون براعةً في التخطيط العسكري، وقيادة الجيوش، وقد ظهر ذلك جلياً في الحروب التي قادها في حرب الردّة، وفتح العراق، وبلاد الشام، وأهمّ ما يُميز خالداً أنّه لم يُهزم في أيّ معركةٍ خاضها، وهذا ما جعله مع الزعماء القلّة الذين لم يُهزموا في حياتهم.
نشأته
ولد خالد في عام خمسمائة واثنين وتسعين ميلاديّة في مدينة مكّة المكّرمة السعوديّة لأحدِ أشرافِ قريش، وأُرسل للصحراء وفقاً للعادات القُرَشيّة؛ حيث كانوا يرسلون الأبناء إلى الصحراء كي يُربَّوْا بين يديّ إحدى المُرضعات، وعندما أصبح في عامه السادس عاد إلى أهله، وتَمكن بعد ذلك من تَعلم الفروسيّة، التي كانت تُعدّ من أهم المحطات التي يجب أنّ يَمر بها أبناء الأشراف، وتميز في ذلك الوقت بالعديد من صفات القائد: كالقوة، والشجاعة، والإقدام، والمهارة، والقدرة على الحركة بسهولة، والمبارزة بشكل لافت.
إسلامه
قام المسلمون في العام السابع للهجرة بالذهاب إلى مكّة المكّرمة من أجل أداء العُمرة، وفي ذلك الوقت كانت قريش قد أَبرمت اتفاقَ صلح الحديبيّة، ثمّ أرسل محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى الوليد وتحدث معه حول ابنه خالد الذي ما زال يجهل ما هو دينُ الإسلام، فكان للرسول ما طلب، فتحدث الوليد مع ابنه، وكان لحديثه تأثيرٌ كبيرٌ عند خالد، فذهب خالد وعثمان بن طلحة العبدريّ إلى يثرب، وفي طريقهما التقيا بعمرو بن العاص، الذي كان مُهاجراً إلى يَثرب كي يُعلن إسلامه، وعندما دَخلوا إلى يثرب معلنين إسلامهم، قال رسول الله بأنّ بمكّة منحت الإسلام أفلاذ الكبد.
وفاته
توفي خالد بن الوليد في السنة الحادية والعشرين للهجرة في منطقة الخالديّة، الموجودة في الجزء الشماليّ الشرقيّ من مدينة حمص السوريّة، وتحديداً في الناحيّة الشماليّة الغربيّة من مسجد خالد بن الوليد، بالقرب من قبر عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وتمّ بناؤه من الرخام الأبيض، وفيه زخارف جميلة في الجزء العلويّ من ضريحه، وقبل وفاته لم يكن خالدٌ راضياً بأنْ يموت بهذه الطريقة؛ فلقد شَهد في حياته الكثير من المعارك التي تعرض فيها إلى الكثير من طعنات الرماح، وضربات السيوف، ورميات السهام، حتى يكاد جسده لا يخلو من أيّة ضربة، وبالرغم من كل ذلك فإنه لم يَحْظَ بالشهادة.