كيف مات سعد بن معاذ

صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام

سخّر الله سبحانه وتعالى لنبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام أنصاراً له في دعوته ورسالته، فبعد أن سامت قريش المؤمنين في مكّة سوء العذاب وتعرّضوا للأذى الشّديد حتّى يعودوا عن دينهم أتى الفرج أخيراً من عند الله تعالى حين أمروا بالهجرة إلى المدينة المنوّرة حيث كان في انتظارهم الأنصار الذين قدّموا لهم كلّ ما يحتاجونه من أسباب الحياة والعيش الكريم وتشاركوا معهم المال والمتاع، وقد كان في المدينة عددٌ من الرّجال الذين تبوّءوا القيادة والزّعامة لما كانوا يتمتّعون به من أخلاق فريدة وكان من بينهم سيّد الأوس الصّحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه، فما هي سيرة هذا الصّحابي الجليل ؟، وما هي أبرز مواقفه ؟، وكيف كانت وفاته ؟

بداية إسلامه

أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه بعد أن لامس نور الإسلام شغاف قلبه، وقد ذهب إلى قومه بني عبد الأشهل ليدعوهم إلى الإسلام، مبيّناً لهم عظمة هذا الدّين حتّى آمنوا جميعهم رجالاً ونساء، وقد كان سعد بن معاذ زعيم أحد جناحي الأنصار، وهم قبيلة الأوس وكان ذا رأي فيهم وذا مكانة كبيرة.

مواقف سعد بن معاذ

في غزوة بدر الكبرى كان لسعد بن معاذ رضي الله عنه موقفٌ عظيمٌ حينما وقف مع زعيم الخزرج سعد بن عبادة ليبيّن للنّبي عليه الصّلاة والسّلام استعدادهم وجاهزيتهم للقتال والصّمود في وجه الأعداء، كما كان لسعد بن معاذ رضي الله عنه موقف في غزوة الأحزاب حينما تكالبت على حصار المسلمين في المدينة قبائل العرب، وقد أوفده الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إلى يهود بني قريظة حتّى يتبيّن موقفهم من هذه الحرب، وقد تفاجأ من موقف اليهود حينما قالوا له ليس بيننا وبين محمّد عهداً على الرّغم من المواثيق والعهود المبرمة معهم مسبقاً، وقد حفظ سعد بن معاذ هذا الموقف الغادر ليهود وظلّ يدعو الله تعالى أن يبقيه حيًّا حتّى يرى مصير هؤلاء الغادرين.

خاتمة حياته

تعرّض رضي الله عنه إلى إصابة شديدة في كاحله في غزوة الخندق، وقد ظلّ مصاباً حتّى انتصر المسلمون في هذه المعركة وأتي به رضي الله عنه محمولاً ليحكم في يهود بني قريظة حيث حكم حكماً وافق حكم الله تعالى من فوق سبع سموات حينما أشار على النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن يقتل رجالهم وتسبى ذراريهم وتقسّم أموالهم، وبعد ذلك تفجّر الدّم من جرح سعد بن معاذ فلقي الله شهيداً، واهتزّ عرش الرّحمن لوفاته.