كيف توفى خالد بن الوليد
خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائد عسكري، كنيته أبو سليمان، ولقبه سيف الله المسلول، كان طويلاً، ضخم الجسم، شبيه بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، عُرف بشجاعته، وجلَده، ومهارته، ومخططاته العسكرية، وقدراته الفائقة في قيادة الجيوش، لم يُهزم بأية معركة خاضها، فكيف توفى رضي الله عنه؟
بطولاته
كان خالد بن الوليد رضي الله ذو قوة مفرطة منذ شبابه، وقد لعب دوراً مهماً قبل إسلامه في نصرة قريش، لما حققه من انتصار في غزوة أحد ضد المسلمين، وقد قال الرسول في حقه قبل إسلامه: “ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيراً له، ولقدّمناه على غيره”.
بعد صلح الحديبية دخل خالد بن الوليد الإسلام، ثم بعدها شارك في غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن أهم هذه الغزوات، غزوة مؤتة التي لقبه الرسول عليه الصلاة والسلام على أثرها بسيف الله المسلول، لما أبداه، من قوة وبسالة.
بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام أكمل خالد بن الوليد رضي الله عنه مسيرته العسكرية في عهد الخليفة أبو بكر الصديق، وعهد الخليفة عمر بن الخطاب، وحقق انتصارات وبطولات خالدة في حروب الردة، ومشاركته في أكثر من مائة معركة، وفتح العراق والشام.
عزله
بعد أن تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، قام بعزل خالد بن الوليد رضي الله عنه من قيادة الجيوش، وأمّر عليها أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله، وكان الأمر الذي يراعيه عمر بن الخطاب في قراره أن لا يفتتن الناس بخالد، ويقولون هذا ما فعله خالد، وينسون أنّ النصر من عند الله، إلا أنّ عزل عمر لخالد لم يُثنِ الأخير عن المشاركة بالجهاد في سبيل الله حتى وإن كان في مصاف الجنود، حيث شارك في المعركة، وبعد فتح الشام والعراق، انتقل خالد بن الوليد للعيش في حمص.
وفاته
قضى خالد بن الوليد في حمص ما يقارب الأربع سنوات، ثم قُبضت روحه على فراشه، وفاة طبيعية، وتم دفنه في حمص، وكان ذلك في عام واحد وعشرين للهجرة، وقد ورد عنه أنه قال قبل وفاته: “لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفي ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.
حزن المسلمون على موته، وقال عمر بن الخطاب لما سمع النساء يبكنيه: “على مثله تبكي البواكي”، وقيل أنّ له من الأولاد أربعين، ماتوا جميعهم في طاعون عمواس، وقد جاءت بعض الأقوال التي تفيد بأن حكمة الله عز وجل قضت أن لا يستشهد خالد بن الوليد في أية معركة، فهو سيف الله المسلول، ولا يمكن قتله من قبل أعداء الله عز وجل.