أين يقع قبر خالد بن الوليد
خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي رضي الله عنه، صحابي من أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، لقبّه نبي الله بسيف الله المسلول، وكان أحد قادة الجيوش العسكرية، عرف بحنكته وذكائه في التخطيط العسكري والحروب، خاصّةً في حروب الردة وفتح مكة وفتح بلاد الشام وغزوة مؤتة، شارك في العديد من الغزوات قبل إسلامه منها: غزوة أحد التي هزم فيها المسلمون، وشارك بغزوة الخندق والحزاب وأسلم بعد صلح الحديبية، فهو من أحد قادة الجيوش القلائل الذين لم يهزموا أبداً في الحروب التي خاضوها.
نسب خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة المكنّى بأبي سليمان وقيل: أبو الوليد، يلتقي في النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول. ووالدته لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن، وتلتقي في النسب مع الرسول في الجد السابع عشر مضر بن نزار. وقبيلته بنو مخزوم وهي كانت من أقوى بطون قريش بعدتهم وبأسهم وقوّتهم، وقد كانت تجهز الجيوش بالعدة والفرسان.
إسلام خالد بن الوليد
بينما كان المسلمون يستعدون لعمرة القضاء وفقاً لصلح الحديبية في عام 7هجري أرسل الرسول برسالة إلى الوليد بن الوليد يسأل فيها عن خالد قائلاً: (ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره) فأرسل الوليد برسالة إلى خالد يطلب حضوره، ودعاه إلى الإسلام، فجاء الكلام موافقاً لميول خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثمّ على عكرمة بن أبي جهل أن يرافقاه إلى يثرب ليعلن إسلامه، ولكنهما رفضا عندها عرض ذلك على عثمان بن طلحة العبردي، وخلال رحلتهما إلى يثرب التقيا عمرو بن العاص مهاجراً إلى يثرب ليعلن إسلامه فتابعوا الطريق وعندما وصلوا وأعلنوا إسلامهم، قال الرّسول عليه الصلاة والسلام (إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها).
وفاة خالد بن الوليد
في آخر حياته تعرّض خالد للعزل في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكان لذلك سبباً لأن تتحدّث عنه الناس، كان الشعراء يمتدحونه بشعرهم، وكان خالد يغدق عليهم ومنهم الأشعث بن قيس، فأعطاه خالد عشرة آلاف درهم، ووصل الخبر إلى المدينة فأرسل عمر إلى أبي عبيدة أن اسألوا خالد إن كان هذا من مال المسلمين أم من ماله، فإن كان من مال المسلمين فتلك خيانة للأمانة، وإن كان من ماله فقد أسرف وفي كلتا الحالتين قد أذنب ويجب عزله.
قال خالد إنّها من ماله، ولذلك ذهب إلى المدينة معترضاً على الحكم، أصر عمر على قراره وقال:( إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة). عندها ذهب خالد بن الوليد إلى حمص في سوريا من بلاد الشام، وعاش فيها ما يقارب أربع سنوات، ودفن فيها في مسجد سمّي على اسمه مسجد خالد بن الوليد في عام 21هجري، وقال مقولته المشهورة(لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء).