زواج الرسول من عائشة

عائشة أمّ المؤمنين

هي عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، ووالدتها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة، وُلدت عائشة -رضي الله عنها- بعد البعثة بأربع سنوات، فنشأت في بيت مؤمنٍ بالله تعالى، يحمل همّ الدّعوة ويعيش أجواء نزول الوحي، ويرتّل القرآن الكريم؛ فيعمل به، ولقد نالت عائشة -رضي الله عنها- شيئاً من هذه البركات؛ فكانت مميّزة في فضائلها وعباداتها واجتهادها في العلم، وجهادها في سبيل الله.[١]

زواج الرّسول من عائشة

تزوّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من عائشة -رضي الله عنها- قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً، وهي ابنة ست سنين، ودخل بها في المدينة وهي ابنة تسع سنين، ولقد كان زواجها بأمرٍ من الله تعالى؛ حيث رُوي في صحيح البخاري عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ له: اكْشِفْ، فكشف فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ، ثم أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ: اكْشِفْ، فكشف، فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ)،[٢] وفي الحديث الصّحيح أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد رأى جبريل -عليه السلام- قد أتاه في هيئة عائشة رضي الله عنها، وأخبره أنّها زوجته في الدّنيا والآخرة، فتزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد كانت عائشة بكراً ولم يتزوّج بكراً غيرها، وقد كانت تفتخر بذلك.[١][٣]

مكانة عائشة عند الله ورسوله

اصطفى الله تعالى عائشة -رضي الله عنها- من بين زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكلّهنّ لهنّ الفضل والمقام الرّفيع، إلّا أنّ عائشة -رضي الله عنها- نالت شيئاً من الخصوصيّة؛ فقد جاء جبريل -عليه السلام- في هيئتها إلى النبيّ عليه السلام، وإنّ الوحي ما نزل في لحاف أحدٍ من زوجات النبيّ وهو معها إلا في لحاف عائشة كما أخبر نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد أنزل الله تعالى آياتٍ قرآنيّة فيها حين برّأها من حادثة الأفك التي تعرّضت لها، وأمّا مكانتها عند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فلم يكن فيها شكّ؛ فحين سُئل -عليه السّلام- عن أحبّ النّاس إليه قال: عائشة، ذاكراً إيّاها باسمها، ولقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (فضلُ عائشةَ على النِّساءِ، كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ).[٤][٥][٣]

صفات عائشة رضي الله عنها

اتّصفت عائشة -رضي الله عنها- بالعديد من الصّفات الرّفيعة والأخلاق القويمة، ومن صفاتها ما يأتي:[٣][٥][٦]

  • العلم الغزير؛ فقد قال عنها الصّحابة: (ما أُشكل علينا حديثٌ قطُّ، فسألْنا عائشةَ، إلاَّ وجدْنا عندها منه عِلمًا)، وقيل لمسروق: (هل كانتْ عائشة تُحسن الفرائض؟ قال: إي والذي نفسي بيده، لقد رأيتُ مشيخةَ أصحاب محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- يسألونها عن الفَرائض).
  • الاجتهاد في العبادة؛ فقد كانت عائشة تصوم حتّى يضعفها الصّوم، وكانت تحافظ على صلاة الضّحى وتطول فيها وتصلّيها ثماني ركعات، وتوصي غلامها بذلك.
  • رواية الأحاديث فقد روت عائشة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، منهم مئة وأربعة وسبعون حديثاً متّفقاً عليه عند البخاري ومسلم.
  • الكرم والزّهد؛ فقد بعث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ذات يومٍ مئة ألف درهمٍ إلى عائشة رضي الله عنها، فقسّمتهم في نفس الساعة وهي صائمةٌ، ثمّ ذكّرتها جاريتها أنّها صائمة، فقالت عائشة: لو أنّك ذكرتني لأبقيت درهماً اشتريت فيه لحماً.
  • الورع والخشية؛ فكانت عائشة -رضي الله عنها- تجتنب الشبهات؛ مخافة الوقوع في الحرام، فمرّةً سألها النبيّ -عليه السّلام- أن تناوله سجّادة صغيرة وهو في المسجد، فأخبرته أنّها حائض، فقال لها: (إنَّ حَيْضَتَكِ ليستْ بيدِكِ)،[٧] وكان من ورعها أنّها كانت تحتجب عن العميان، وتقول: (إن لم يكن يراني فإنّي أراه).

عائشة وأمّهات المؤمنين

ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أنّها كانت تغار من زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبرت أنّ أكثر من كانت تغار منها هي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فبالرّغم من أنّها كانت متوفّية منذ وقتٍ طويلٍ حين تزوّجت عائشة بالنبيّ عليه السّلام، إلا أنّ النبي كان يحبّها حباً شديداً ويكثر من ذكرها، حتّى غارت منها عائشة -رضي الله عنها- أشدّ الغيرة، وقد غارت أمّهات المؤمنين كذلك من عائشة رضي الله عنها؛ لحبّ النبيّ الظّاهر لها، وقد راجعته زوجته أم سلمة -رضي الله عنها- ذات مرّةٍ؛ لأنّ أصحابه -صلّى الله عليه وسلم- كانوا إذا أرادوا أن يهدوه شيئاً، أهدوه إياه وهو في بيت عائشة،فراجعته أمّ سلمة في ذلك، وبعد إلحاحٍ منهنّ قال -صلّى الله عليه وسلّم- لأمّ سلمة رضي الله عنها: (لا تُؤذيني في عائشةَ، فإنَّ الوَحْيَ لم يَأتني وأنا في ثوبِ امرأةٍ إلَّا عائشةَ).[٨][٣]

وفاة عائشة

توعّكت عائشة -رضي الله عنها- قبل وفاتها، وقد كانت وفاتها سنة سبعٍ وخمسين للهجرة في شهر رمضان، وقد أوصت أن تدفن ليلاً، فصلّى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ودفنها عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبدالرحمن بن أبي بكر، رضي الله عنهم جميعاً.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب “عائشة الصديقة أم المؤمنين”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-22. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7012 ، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث ج “زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وحكمة تعددهن”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-22. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3770 ، صحيح.
  5. ^ أ ب “عائشة رضي الله عنها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-22. بتصرّف.
  6. “عبادة عائشة رضي الله عنها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-5-22. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/212، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2581 ، صحيح.