صفات زينب بنت الرسول
زينب بنت الرسول
إنّ زينب بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي أكبر بنات الرسول، أمها خديجة بنت خويلد، وزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة، وُلدت في مكة المكرمة سنة 600م أي قبل بعثة الرسول بحوالي عشر سنوات، وشهدت الدعوة الإسلامية وأسلمت، لكن بقي زوجها أبو العاص على دينه، فحرّضته قبيلته قريش لمفارقة زوجته لكنّه رفض أن يبدلها بغيرها، فظلت زوجته وظل زوجها لكن كلّ منهما على دينه، ثمّ أسلم بعد صُلح الحديبية بخمسة أشهر.
صفات زينب بنت الرسول
زينب الصدّيقة
كانت زينب رضي الله عنها من أوائل المؤمنين بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل تحملت الأذى في سبيه، فيما لم يصدقه كثيرون من أقربائه كعمه أبي لهب مثلاً وغيرهم الكثير.
زينب الابنة الحنونة
بعد وفاة أمها خديجة وعمها أبي طالب اشتد عذاب قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم، فزاده الأمر حزناً على حزن، لكنّ بناته ومنهن زينب رضي الله عنها وجّهن كلّ حبهن وحنانهن ليخففن عن أبيهن.
زينب الزوجة الصبورة
تتمثل صفة الصبر في زينب رضي الله عنها عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بعد عام الحزن، فيما لم تتمكن زينب من مصاحبة أبيها فكان عليها أن تبقى مع زوجها غير المسلم في مكة، ففعلت وتحمّلت بطش قريش، وبقيت إلى جانب زوجها تدعوه إلى الإسلام كونه أحق دين لاعتناقه.
زينب الزوجة المُحبّة
تذكر المصادر التاريخية أنّ زوج زينب رضي الله عنها أبو العاص قاتل ضد المسلمين في معركة بدر، لكن الغلبة كانت للمسلمين فوقع أبو العاص أسيراً عندهم، لكن السيدة زينب رضى الله عنها افتدته بقلادة ثمينة كانت قد ورثتها عن أمها خديجة، فأطلق المسلمون سراح زوجها وردوا إليها قلادتها، وبعد ذلك صار لقبها صاحبة القلادة، ثمّ طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من زوجها أن يسمح لها بالهجرة إلى المدينة فوافق وهاجرت مع أخ زوجها كنانة، وتعرضت قافلتها إلى التعذيب والرشق بالحجارة، حتى أنّ حجراً أصاب الناقة التي كانت تتنقلها، فجنّ جنون الناقة فوقعت زينب عن الناقة وأسقطت حملها، ففي الحديث النبوي الشريف: (لمَّا بعث أهلُ مكةَ في فداءِ أسراهم بعثتْ زينبُ فداءَ زوجها أبي العاصِ بنِ أبي الربيعِ بمالٍ وبعثتْ فيهِ بقلادةٍ لها كانت عند خديجةَ أدخلتها بها على أبي العاصِ، فلمَّا رآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رقَّ لها رِقَّةً شديدةً وقال: إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتَردُّوا عليها الذي لها، فقالوا: نعم، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخذ عليهِ أو وعدَهُ أن يُخَلِّيَ سبيل زينبَ إليهِ، وبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا من الأنصارِ فقال لهما: كونا ببطنِ يَأْجِجَ حتى تمُرَّ بكما زينبُ فتصحبها حتى تأتيا بها) [حسن].