صفات الصحابيات الكريمات
الصحابيّات
تأسّست دعائم الدّعوة الإسلاميّة وركائزها على يد رجالٍ ونساء كرام وقفوا مع النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام مواقف عظيمة سطّرها التّاريخ بمداد الفخر والبطولة، فلم تقتصر الجهود والتّضحيات التي بذلها الصّحابة على الرّجال فقط بل كانت النّساء شقائقهنّ وشريكاتهنّ في البطولة والفداء بما اتّصفن به من الصّفات الحسنة، والأخلاق الرّفيعة، فما هي أبرز صفات الصّحابيّات الكرام؟
صفات الصحابيات
- التّضحية وبذل النّفس: على الرّغم من أنّ الله سبحانه وتعالى كتب الجهاد في سبيله على الرّجال دون النّساء، إلاّ أنّ ذلك لم يمنعهنّ من المشاركة في المعارك والحروب الإسلاميّة من خلال مداواة الجرحى وتطبيبهم، وما يحمله ذلك من المخاطر على أرواحهن، وقد سجلت كثيرٌ من الصّحابيّات الكرام مواقف بطوليّة شهد بها التّاريخ، ومن هؤلاء الصّحابيّات نسيبة بنت كعب أمّ عمارة رضي الله عنه التي وقفت موقفًا بطوليًّا في غزوة أحد حينما لم تكتف بمهمّة تطبيب الجرحى بل باشرت بنفسها القتال في سبيل الله والذّبّ عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما انفض عنه الكثيرون.
- محبّة العلم الشّرعي والتعلّم: فعلى الرّغم من أنّ الصّحابيّات كنّ يتميّزن بالحياء الشّديد، إلاّ أنّ ذلك لم يمنعهنّ من السّؤال عن العلم والتّعلم، فقد كانت السّيدة عائشة رضي الله عنها تقول رحم الله نساء الأنصار، لم يمنعهنّ الحياء عن السّؤال في الدّين والتفقّه فيه، كما كانت رضي الله عنها عالمةً متعلّمة، تحرص على أن تنهل من علم النّبي عليه الصّلاة والسّلام حتّى قيل إنّ ربع علوم الشّريعة عند عائشة.
- الاستجابة لأمر الله تعالى والالتزام به: فممّا تميّزت به الصّحابيات الكرام أنّهن كنّ حريصات على تطبيق أوامر الله تعالى دون تردّد أو تلكّؤ، ومن الأمثلة على ذلك عندما نزلت آيات الحجاب حيث بادرت نساء المؤمنات كما روي إلى شقّ مروطهنّ والاختمار بها امتثالًا لأمر الله تعالى.
- الفطنة والكياسة وحسن التّصرف: فقد كانت الصّحابيّات نساء عاقلات يجاهدن أنفسهنّ ويحملنها على الرّأي السّديد الرّاشد بعيدًا عن الهوى والعاطفة، ومن الأمثلة على ذلك ما فعلته إحدى نساء الأنصار حينما فقدت ولدها حيث عاد زوجها من عمله فلم تخبره بخبر ابنه إلاّ بعد أن تهيّأت وتزيّنت واجتمعا في تلك الليلة، ثمّ بعد ذلك ذكرت له خبر وفاته بأسلوب غايةٍ في الحكمة والفطنة وبما يبعث في النّفس الإيمان والتّسليم.
- الصّبر: فقد كانت الصّحابيّات مثالًا في الصّبر والتحمّل، ومن الأمثلة على ذلك صبر نساء بني هاشم حينما حوصرن مع أهليهم في شعاب مكّة ثلاث سنين ولم يزدهم ذلك إلاّ إيمانًا وتسليماً.