أين دفنت عائشة عليها السلام

عائشة بنت أبي بكر

السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق هي الزوجة الثالثة من زوجات رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد سبقت بكلّ من السيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة سودة بنت زمعة –رضي الله عنهنَّ-، وهي واحدة من أمّهات المؤمنين المكرمات. تزوّجها رسول الله الأكرم في العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة، وقد عرفت بعقلها الراجح، فقد كانت عالمة بالدين الإسلامي، وقد تعلّم كبار العلماء والصحابة على يديها، وجزء كبير من المعلومات الدينية التي وصلتنا اليوم لم تكن لتصل إلينا لولا مجهوداتها الكبيرة، وذكائها الحاد، وعقلها الرائع.

السيدة عائشة جمعت المجد من أطرافه؛ فهي إلى جانب أنها زوجة رسول الله، بنت الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، الذي نصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طيلة حياته، والّذي قدم خدمات جليلة للإسلام، فالصدِّيق -رضي الله عنه- يعتبر واحداً من أكابر صحابة رسول الله محمد، وهو صاحب العقل الراجح، والحكمة البالغة، وهو الذي نزلت في حقه الآية الكريمة: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

بعد أن توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بقيت السيدة عائشة أمّ المؤمنين ملازمة لبيتها، وكما هو معروف فقد استلم الخلافة أبوها الصدِّيق -رضي الله عنه- بعد رسول الله، ولم تدم خلافته لوقت طويل جداً، فقد توفاه الله تعالى في فترة قصيرة ناهزت العامين تقريباً، ليستلم الخلافة بعده عمر بن الخطاب، فعثمان بن عفان، وخلال هاتين الفترتين كان لهذه السيدة العظيمة شأن كبير بين صحابة رسول الله، فهم يعلمون قدرها وقيمتها وغزارة علمها، وبعد استشهاد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان لها دور محوري في الأحداث التي جرت في زمن خلافة الإمام علي بن أبي طالب –عليه السلام-.

وفاة عائشة رضي الله عنها

بعد موقعة الجمل التي كان لها دور كبير فيها، عادت السيدة عائشة أم المؤمنين إلى بيتها الشريف، وبقيت فيه إلى أن وافتها المنية في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام السابع والخمسين من الهجرة، وهناك من يقول إنّها توفيت في العام الثامن والخمسين أو التاسع والخمسين، وقد دفنت في البقيع في المدينة المنورة بعد أن تنازلت عن الفسحة التي بقيت بجوار رسول الله وأبي بكر الصديق للخليفة عمر بن الخطاب عندما استأذنها بأن يدفن إلى جوار صاحبيه.