بحث عن تهذيب النفس

تهذيب النفس

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تهذيب النفس أمرٌ إلهيٌ كريمٌ، حثّ عليه المولى -سبحانه- في كتابه العزيز، حيث قرن بين الفلاح وبين تزكية النفس وتهذيبها، لذا كان من سمات المؤمنين الحرص على دوام لوم أنفسهم وتقصيرها في جنب الله، وكان من دأب الصالحين أيضاً الحثّ على تهذيب النفس، بمحاسبتها وتتبّع أحوالها، وكان بعضهم يجعل محاسبة المرء لنفسه كمحاسبة الشريك لشريكه، فالحاجة إلى تهذيب النفس حاجةٌ ملحّةٌ؛ فهي التي تقود إلى استقامة النفس على الطاعة، وصولاً بها إلى مرتبة النّفس المطمئنة، وأولى الناس بتهذيب أنفسهم هم العلماء والدّعاة والأئمة؛ لأنّ النّاس ينظرون إليهم على أنهم قدوةٌ يُحتذى بها في المجتمع.[١][٢]

وسائل تهذيب النفس

لتهذيب النفس وتربيتها على الاستقامة وفق مراد الله -عزّ وجلّ- وسائل كثيرةً ومفاتيح عديدةً، من أهمّها:[٣][٤]

  • إظهار العناية بالقرآن الكريم، عن طريق القراءة الواعية والتّدبر، وتعاهد تلاوته، والانضمام لحلقات التلاوة والتجويد والتحفيظ، وسائر حلقات العلم والتعلّم، والحرص على صُحبة أهل القرآن، وغير ذلك من الوسائل التي تُعين المسلم على تهذيب نفسه.
  • تدريب النفس وتعويدها على ذكر الله تعالى، والمداومة على الأذكار المأثورة، مثل: أذكار الصباح والمساء وغيرها، كما يُحسن بالمسلم في سعيه لتهذيب نفسه الإكثار من الدعاء، وذكر الله في الخلوات.
  • البكاء بين يدي الله -تعالى- باستذكار عظمته، وتقصير المرء وتفريطه بحق المولى عزّ وجلّ، فإنْ لم يستطع فليتباكى في خلوته، حتى يرقّ قلبه.
  • كثرة استذكار الموت والدار الآخرة، واستحضار لحظات الإقبال على الله -تعالى- ومفارقة الدنيا.[٥]

أهمية تهذيب النفس

تظهر أهمية تهذيب النفس وتزكيتها باستذكار قسم الله تعالى بعدّة أمور في سورة الشمس على فلاح من زكّى نفسه قبل قوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)،[٦] فالنفس في حال كونها أمّارةً بالسّوء تعدّ من أشدّ أعداء الإنسان؛ لأنّها تدعوه إلى الطغيان، والصدود عن أوامر الله تعالى، وكان من دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اللَّهمَّ آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها أنت وليُّها ومولاها)،[٧] وتهذيب النفس وتزكيتها طريق المسلم لدخول الجنّة، فعليه استثمار محبّته الفطرية للكمال في سبيل إصلاح نفسه، وتغذيتها روحياً؛ فهي وعاء الإيمان.[٥]

المراجع

  1. محمد محمود، “تهذيب النفس وأثرها في تهذيب الغير”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
  2. “خطوات عملية في تزكية النفس”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
  3. عبد الله بن سعيد، “مفاتيح في تربية وبناء النفس”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
  4. “نصائح للبعد عن المعاصي”، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سعيد بن محمد بن جدو، “تزكية النفس”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
  6. سورة الشمس، آية: 9.
  7. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722 ، صحيح.