تربية المراهقين في الإسلام
تربية المراهقين في الإسلام
تعدّ المراهقة مرحلةً خطيرةً في عمر الإنسان، وقد جاءت الشريعة الإسلاميّة بعددٍ من الأحكام التي تقي من مفاسدها وشرورها، وتُعين على تربية المراهقين، وتحدّ من خطورة تلك المرحلة عليهم، وفيما يأتي بيانٌ لجانبٍ من تلك الأحكام:[١]
- الحرص على حُسن تأسيس الطفل وتنشأته على الأخلاق الحميدة، بالإضافة إلى تربيته منذ أوّل عمره على حفظ القرآن الكريم؛ فإدخال كلام الله -تبارك وتعالى- على صدر الإنسان منذ صغره يُطهّر قلبه وجوراحه.
- تعليم الطفل الصلاة في عمر السابعة، وضربه إذا فرّط فيها في عمر العاشرة؛ فهي تُطهّر قلب الشاب الناشئ وتُهذّب سلوكه.
- التفريق بين الأولاد في المضاجع عند بلوغهم سن العاشرة، ففي هذا السنّ يبدأ ميل الإناث نحو الذكور ويبدأ ميل الذكور نحو الإناث، ممّا يدعو إلى إبعادهم عن المهيّجات الجنسيّة، وإلى قطع فرص الاحتكاك التي قد تُحرّك الشهوة.
- انتقاء الصحبة الصالحة للأبناء، فالصحبة الصالحة تؤدّي وتدعو إلى الخير.
- إلزام الأولاد وتعليمهم الاستئذان عند دخولهم إلى والديهم في أوقات التخفّف من الثياب أو كشف العورات أو الجِماع؛ وذلك حتّى لا تقع أعينهم على شيءٍ يُهيّجهم.
- المبادرة بتزويج الأبناء، فقد خاطب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الشباب بالزواج وأرشدهم إليه، والحكمة في ذلك إعانتهم على كفّ أبصارهم وفروجهم عن المحرّمات.
أساليب لتربية المراهقين في الجانب العبادي والأخلاقي
هناك العديد من الأساليب التي تعين على توجيه المراهقين واحتوائهم من أجل إيصال الأهداف التربويّة إليهم، وفيما يأتي بيان بعضها:[٢]
- توجيه المراهق وتعليمه بعض الحكم الإلهيّة في فرض العبادات والشرائع على الإنسان.
- تحبيب المراهق بالله -سبحانه وتعالى- عن طريق تذكيره بنعمه الكثيرة عليه، وتحبيبه أيضاً برسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بذكر مكانته وفضله على الأمّة، وكيفيّة إيصاله للرسالة وتحمّله لأعبائها.
- تشجيع المراهق أن يرتاد المسجد، ويحرص على أداء الصلوات المفروضة فيه.
- بيان أسباب دمار المجتمعات المنحلّة أخلاقياً، والتي تنتشر فيها الإباحيّة بشكلٍ كبيرٍ للمراهق؛ حتّى يتّعظ بذلك.
- اصطحاب المراهق في الزيارات والرحلات التي يخرجها الأب مع أصدقائه الصالحين، حتّى يتعلّم الآداب العامة ونحوها من الأمور الهامّة.
موقف من تربية رسول الله للمراهقين
أتى أحد الشباب الصغار إلى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستأذنه بالزنا، فكان من حكمة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه لم ينهره ولم يصفعه ولم يشتمه، بل حافظ على هدوئه وأدار معه حواراً وضّح له فيه ذلك الأمر من جميع جوانبه، ثمّ وضع يده الشريفة على صدره، ودعا له فقال: (اللَّهمَّ اغفِرْ ذنبَهُ، وطَهِّر قلبَهُ، وحصِّن فَرجَهُ)،[٣] فكان لأسلوبه -عليه السّلام- من هدوءٍ في الحوار، وحنانٍ في الإجابة والتعامل أكبر الأثر على ذلك الشاب.[٤]
المراجع
- ↑ “مرحلة ” المراهقة ” كيف وقى الإسلام من شرها ، وكيف يُعامل المراهق ؟”، www.islamqa.info، 2008-3-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
- ↑ “مهارة في التعامل مع الابن المراهق”، www.ar.islamway.net، 2015-1-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 370، إسناده صحيح.
- ↑ “ابنك المراهق .. كيف تحتويه ؟ “، www.ar.islamway.net، 2015-1-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.