الزوجة الصالحة وصفاتها
الزوجة الصالحة
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مِن سعادةِ ابنِ آدمَ: الزوجةُ الصالحةُ، والمَركَبُ الصالِحُ، والمَسكَنُ الواسعُ)،[١] فإن كان الصلاح من صفات المرأة فإنّ ذلك من أسباب إعانة العبد على دينه، كما أنّ الزواج من النعم التي تستحق شكر الله تعالى عليها، كما أنّ عبد الله بن عمرو روى أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ)،[٢] والحديث يدلّ على أنّ الحياة الدنيا من المتاع الزائل، إلّا أن الزوجة الصالحة من خير متاعها؛ وذلك لإنّها تحقّق السعادة في الحياة الدنيا، وتُعين زوجها على أمر الحياة الآخرة، ويصل الراغب بالزواج إلى الزوجة الصالحة باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرّع والابتهال بأن يرزقه الزوجة الصالحة، كما أنّه يجب البحث على الزوجة صاحبة الدين، دون إهمال صلاة الاستخارة في أمر الزواج، ولا بدّ من توعية الزوجة، وبيان أهم الأمور التي تُعينها على أمرِ دينها ودنياها، حتى يصل الزوجان إلى الغاية المرجوّة من الزواج.[٣]
صفات الزوجة الصالحة
يتحقّق الصلاح في الزوجة بتوفّر العديد من الصفات فيها، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:[٤]
- الاعتقاد بالله تعالى اعتقاداً صحيحاً، لا تشوبه أية شائبةً، بعيداً عن البدع والضلالات، فإن كانت من أهل البدع فإنّها تؤثّر بشكلٍ سلبيٍ على زوجها وأولادها.
- طاعة الزوج إن كانت أوامره بحقٍّ، وعدم مخالفة أوامره، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (قيل يا رسولَ اللهِ أيُّ النساء خيرٌ؟ قال: التي تسرُّهُ إذا نَظَرَ وتُطيعهُ إذا أمر ولا تُخالفه في نفسِها ولا في مالهِ بما يكرهُ)،[٥] فالرسول -عليه الصلاة والسلام- بيّن أنّ الزوجة الصالحة يجب أن تكون ممّن يُدخل السرور إلى قلب زوجها، وذلك بحسن الدين، والخلق، ومعاملتها لغيرها، والحرص على المظهر العام لها، كما أنّ على الزوجة أن تكون حافظةً لزوجها في حال غيابه، وذلك بحفظ عرضها، ومال زوجها، وطاعته في غير المعاصي من الأمور.
- إعانة الزوج على أمور دينه، وحثّه على المحافظة عليها، وترغيبه بها، وأمره بالطاعات والعبادات، ومنعه من الوقوع في الأمور المحرّمة والمنهي عنها، ومن ذلك: التذكير بأداء الصلاة، والصيام، وغير ذلك، ومنعه من الوقوع بالزنا، وباقي الأمور المحرّمة.
- طاعة الله تعالى، وأداء حقوق الزوج التي تتعلّق بها وبه، حيث قال الله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ)،[٦] فالزوجة الصالحة تطيع أوامر زوجها حتى في حال غيابه عنها، وذلك من نعم الله تعالى على النساء، حيث إنّ النفوس أمّارة بالسيء من الأعمال، ولكن تتحقّق طاعة الزوج بالتوكّل على الله تعالى.
- الحرص على العلم والتعلّم، والتحلّي بالآداب الحسنة، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثةٌ لهم أجرانِ: رجلٌ من أهلِ الكتابِ، آمن بنبيه وآمن بمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعبدُ المملوكُ إذا أدَّى حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ، ورجلٌ كانت عِندَهُ أمةٌ يطؤها، فأدَّبها فأحسنَ أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فلهُ أجرانِ).[٧]
السعادة الزوجية
لا بدّ على كلا الزوجين القيام بالأمور التي تحقّق لهما السعادة في حياتهما، منها:[٨]
- توجيه كلا الطرفين الكلام العاطفي للطرف الآخر، والكلام الذي يدلّ على الحب والألفة، والود والاحترام المتبادل بينهما، وذلك من وسائل الاستقرار الأسري، وتثبيت أركانه، ويعمل على إزالة منغصات الحياة التي قد تطرأ عليهما، كما أنّ الزوجة عليها أن تخاطب زوجها بالألقاب والكُنى التي يرغبها، حيث كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يطلق على زوجته عائشة -رضي الله عنها- الحميراء؛ لأنّها كانت شديدة البياض.
- الحرص على الابتسامة الدائمة بين الزوجين، ونشر روح الدُعابة والمرح بينهما، حيث إنّ ذلك من وسائل التصدّي لضغوطات الحياة، ومشاكلها، والأحداث التي تحصل بها، وتحقيق الرضا في النفوس عن الحياة، حيث ورد أن النبي -صلّى الله عليه وسلم- سابق زوجته عائشة رضي الله عنها، فسبقته، ثمّ أعاد السباق مرةً أخرى فسبقها.
- احترام وتقدير كلا الطرفين للأفكار والمشاعر والتوجّهات المتعلّقة بالطرف الآخر، فعند الاختيار يجب أن تكون الأفكار والمعتقدات متوافقةً، وإن اختلفت فيجب احترام ذلك وتقديره، دون إلزام أي طرفٍ للطرف الآخر بتغيير أفكاره ومعتقداته، ولكن بإمكان كلا الطرفين تبادل الأفكار، والنقاش بها.
- إنّ من أسرار نجاح علاقة الزوجين ببعضهما البعض التقائهما ببعض الاهتمامات والأمور، والتشارك بها، ممّا يؤدي إلى استقرار حياتهما، وتوثيق علاقتهما ببعضهما البعض، مع الحرص على القيام ببعض الأعمال والأنشطة، وخاصّةً اليومية منها، التي تؤدي إلى ذلك.
- إغفال بعض الهفوات والزّلات، مع الحرص على الغضّ عن بعض الأخطاء القولية أو الفعلية، وذلك من أهم ما يُعين على اسقرار الحياة الزوجية، حيث إنّ الحياة الزوجية يجب أن تقوم على البساطة في الأمور، وعدم التكلّف بها، فالأخطاء قد تكون بسبب ما يلقاه أيّ طرفٍ من هموم الحياة ومصاعبها، إلّا أنّ على الطرف الآخر الصبر على ذلك، والإعانة عليه، لتجازوها والتخلّص منها.
- العناية بالمظهر العام، وبما يخصّ الذات، وذلك من واجبات كلا طرفي العلاقة الزوجية، حيث ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه كان يتزيّن لزوجته، كما كانت تتزين له، حيث قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،[٩] ويشمل ذلك كلّ ما يقع عليه نظر العين، وكذلك كلّ ما يقع عليه الأنف والأذن، ويتحقّق ذلك بالاهتمام والعناية بالألفاظ التي يتكلّم بها أحد الأطراف، والعناية بمكان الجلوس ومكان النوم، وذلك ما أوصت به أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس عندما تزوّجت.
المراجع
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 4676، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1467، صحيح.
- ↑ “الزوجة الصالحة في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2018. بتصرّف.
- ↑ “من هي ذات الدين؟”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1786، حسن.
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 97، صحيح.
- ↑ “مهارات الزواج الناجح”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 228.