حقوق الأبناء على الآباء

الحقوق

تعرف الحقوق بأنّها كلّ ما ينبغي أن يحصل عليه الأفراد ليتمكنوا من العيش بحرية وكرامة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الحقوق والواجبات وجهان لعملة واحدة، كما ويكمّل أحدهما الآخر، أي أن واجبات أحد الطرفين هي حقوق الطرف الآخر، علماً أنّهما يلعبان دوراً أساسياً في بناء المجتمعات وتنشئتها تنشئة صحيحة، وفي تطور الحضارات، ورقي المدن، لذلك يجب الأخذ بالاعتبار أنّ الأسرة تعتبر لبنة هذا التطور وهذه التنشئة، مما يحتّم ضرورة معرفة حقوق الأبناء على الآباء لتنشئة أسر بارّة، وذات أساسٍ صحيح.

حقوق الأبناء على الآباء

اختيار الأم الصالحة

يعتبر اختيار الأم الصالحة الحق الأوّل للأبناء، علماً أنّ الأم الصالحة هي ذات الخلق الطيّب، والأصل القويم، وهي التي تحسن إلى زوجها، وتحفظه في غيابه، وتعينه على طاعة الله، وعلى أمور دينه ودنياه، إضافة إلى أنّها الأساس لتربية الأبناء تربيةً صحيحةً ووفق شرع الله، ولتعليهم الصدق والعفة والأمانة والعزة، ولا بد من الإشارة إلى أنّه يجب على الزوج أن يختار زوجته لدينها، وحسبها، وجمالها، ومالها، مع التركيز بشكل أساسي على الدين.

اختيار الاسم الحسن

يحق للأبناء أن يختار لهم الآباء اسماً جميلاً وحسناً ينادون ويعرفون به؛ لأنّ الاسم يعتبر ملاصقاً لصحابه ولا فكاك له عنه، علماً أنّ الناس يوم القيامة ينادون بأسمائهم التي كانوا مسمون بها في الدنيا، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الأسماء القبيحة تقلل شعور الأبناء بالثقة بالنفس، مما يؤثر في تفاعلهم واندماجهم مع البيئة المحيطة بهم.

التربية الإيمانية

يجب على الآباء أن يربوا أبنائهم تربيةً إيمانيةً صالحةً وقائمةً على الآداب الرفيعة، والأخلاق الحميدة، علماً أنّ هذا الأدب يشمل العلاقة مع الله، ومع رسوله، ودينه، ومجتمعه المحيط به، كما تشمل طريقة التصرف أثناء الأكل، والشرب، والنوم، واللباس، وغيرها من الآداب العام، إضافةً إلى أنّه يجب تربيتهم على تجنّب الإساءة للآخرين، مع ضرورة الابتعاد عن الرذائل، والأخلاق السيئة كقلة المروءة، والبخل، والجبن.

النفقة

يحق للأبناء أن ينفق عليهم آباؤهم كما لا يجوز للآباء التقصير عليهم إن كان بمقدروهم أن يوفروا احتياجاتهم، ويجب ألا تقف هذه الصدقة عند عمرٍ معيّن، إنما تجب عليهم النفقة وإن كانوا كباراً وغير مقتدرين على توفير ما يحتاجونه، إما لفقرٍ أو مرضٍ، أو غير ذلك، كما يجب على الآباء أن يزوجوا أبنائهم، وألا يجبروهم على من لا يريدونه، مع نصحهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح لاختيار الزوجة الصالحة، والمعينة لهم على نوائب الدهر.

الاهتمام بالتعليم

يجب على الآباء أن يلقوا بالهم إلى أبنائهم، وتوجيههم إلى العلم، وإحضارهم إلى مجالسه وهم صغار، وتعظيم أمر العلم في نفوسهم، إضافةً إلى وجوب النفقة الكاملة عليهم خلال مرحلتهم التعليمية، وتوفير جميع احتياجاتهم المادية والمعنوية، كما يجب نصحهم لاختيار الأصدقاء الجيدين، والابتعاد عن أصدقاء السوء.

الإعانة على الخير

يجب على الآباء أن يعينوا أبنائهم على الخير، وأن يحسنوا إليهم، وأن يوقّروهم، وألا يطلبوا منهم فعل ما يغضب الله، وألا يحرضوهم على قطع الرحم، أو الإساءة إلى الأخرين، وغيرها من الصفات غير الحميدة.

المساواة بين الأبناء

يجب على الآباء ألا يفرّقوا بين أبنائهم، وأن يرعوهم، وأن يعدلوا بينهم، كون التفريق بينهم يؤدي إلى كره الأخوة لبعضهم، وإحداث عداوة بينهم، كما لا يجب تفضيل الذكور على الإناث أو العكس والميل إلى أحد الجنسين من الأبناء على الآخر.

الدعاء للأبناء

يجب على الآباء ألا يسيؤوا إلى أبنائهم، وأن يدعوا لهم بالصلاح، والتوفيق، وعدم الغضب عليهم إن أساؤوا في معاملتهم، علماً أنّ تقصير الآباء تجاه أبنائهم لا يبرر لهم أن يعقوهم، وأن يقصروا في حقوقهم عليهم.