أسباب تعدد الزوجات

تعدّد الزوجات

قال الله تعالى: (وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) صدق الله العظيم. الإسلام دينٌ حنيفٌ خالٍ من العيوب والثّغرات، وكلّ أمرٍ فيه له سببٌ وغاية ولم يظهر من الفناء كتعدّد الزوجات الّذي عارضه الكثيرون من الكفّار وحتّى المسلمين ظنّاً أنّ فيه تمييزاً للرجل وظلماً للمرأة، من دون أن يعرفوا أنّ لتعدّد الزّوجات أسباباً وشروطاً وغايات.

المرأة في الإسلام على عكس ما يظنّ الكفّار مكرّمةٌ مجلّلةٌ حصينة، أُمرت بأن تبقى رزينةً في بيتها لحمايتها، وعندما أحلّ الله سبحانه وتعالى تعدّد الزّوجات لم يكن ذلك ظلماً لها بل كان لأسبابٍ مشروعةٍ عليها أن تراعيها وتتفهّمها، ولم يكن الله تعالى أحلّ تعدّد الزّوجات لو كان فيه ظلمٌ أو أذىً يصيب المرأة، وكلّ ما عليها هو أن تصبر وتساند زوجها كما أمرها خالقها.

شروط تعدّد الزوجات

أحلّ الله سبحانه وتعالى للرّجل المقتدر أن يتزوّج اثنتين أو ثلاث أو أربع نساءٍ من دون زيادةٍ بشروطٍ واجبة وهي:

  • العدل: قال الله تعالى: ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) صدق الله العظيم. الله سبحانه وتعالى عدلٌ يحبّ العدل ولا يحبّ أن يظلم أحدٌ أو أن يحرم من العيش الّذي يستحقّه، فإذا كان الرّجل مقتدراً من الناحية المادّية والجسديّة وقادراً على تلبية طلبات أكثر من زوجةٍ واحدة ومقتنعاً بأن باستطاعته العدل بينهن من دون تمييز زوجةٍ على أخرى سواءً من مستوى المعيشة أو الوقت الّذي يقضيه معهنّ أو المحبّة إذا أمكن فله أن يتزوّج أكثر من واحدةٍ إذا رغب.
  • أن لا يجمع بين الأختين: لا يجوز على الرّاغب بالزّواج من أكثر من زوجةٍ أن يجمع بين الأختين لما له من آثارٍ سلبيّةٍ عليهن، فقد يزرع الحقد والكراهية والغيرة بينهن.

أسباب تعدّد الزوجات

  • في أيّام غزوات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كثر استشهاد الرّجال فقلّ عددهم وزاد عدد النّساء غير المتزوّجات أو الأرامل، فأحلّ الله تعالى الزّواج من أكثر من امرأةٍ لكثرة عددهنّ نسبة إلى عدد الرّجال. وفي وقتنا هذا ومع الحروب والقتل نجد عدد النّساء يفوق عدد الرّجال.
  • النهوض بالأمّة يأتي من زيادة عدد أفرادها، والأفراد يزيدون بالتّكاثر وارتفاع نسبة الزّواج والتّقليل من نسبة العنوسة، فكان هذا سبباً لتعّدد الزّوجات.
  • حماية الرّجال أصحاب الشّهوة القويّة من الوقوع في الرّذيلة؛ فقد تكون زوجته كبيرةً في السّن أو بشهوةٍ ضعيفةٍ أو ذات فترة حيضٍ طويلة.
  • إذا كانت الزّوجة عقيمة ولا أمل من شفائها، فبإمكان الزّوج أن يتزوّج من أخرى مع مراعاة مشاعر زوجته الأولى.