كيف نربي أبنائنا
الأسرة نواة المجتمع ، وهي الوحدة الإجتماعية الأولى في المجتمع ، وقيم عن طريقها يتم حفظ النوع الإنساني كله . والمجتمع الإسلامي هو رابط شرعي بين الرجل والمرأة وينتج عن هذا الزواج ولادة الأبناء ” زينة الحياة ” ، فمن أجل حفظ هذا التزاوج ودعم روابطه هؤلاء الأبناء الذين منّ الله علينا بهم ، فكيف نربيهم وكيف نرعاهم ؟ ؟
كثيراً ما يظن البعض أن رعايتهم تقوم على أعناق العواطف ، وإعطائهم كل ما يطلبون بدون حدود ، دون العلم بمسؤوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى ومجتمعهم ؛ فينشأ جيل يأخذ لا ليعطي ، فلا يعلم من مبادىء الحياة غير الأخذ .
فمن واجبنا كأم مسلمة نسعى إلى رفع حضارتنا والنهوض بها ، من أجل العودة الى نهج سليم يساعدنا ويرافقنا في هذه المسيرة . أيتها الأم اعلمي أن مسؤوليتك أكبر لا لنثقل الحمل عليك بل لتعلمي أنّ طفلك أشدّ تعلقاً بك ، ومتابعة أعمالك وأفكارك فحاذري من نفسك أولاً ، ثم ان الأب في خضم هذه الحياة التي تنفك عنه من متابعة حضارتها ، لا يجد الوقت لتعليم طفله أو متابعته . فأناشدك أيتها الأم فلينعم الله عليك بالصبر وحسن المتابعة ، واعلمي أن دورك يبدأ منذ الولادة حين تسمعين صوت ابنك ، فعليك متابعة طفلك في أن تعليمه العقيدة الصحيحة مع الله ، وفي الكون المحيط حوله من الناس وخشية الله ، واعطاءه الحنان والدفء .
كما وعلميه مرافقة العقيدة السليمة وطهارة اليدين والقلب ، علميه نطق الشهادة وكيف نعمل لأجلها ، علميه الصلاة وكيف يشعر مع الفقير ، وكيف أن عليه حق ، لذلك رافقيه برعايتك اليومية له وبدروس تزيد معلوماته وتعمق فكره . علميه حب الله وحب الناس ، وكيف يتعامل معهم ، وفق م اعلمنا به النبي صلي الله عليه وسلم ، وكيف يحترمهم ، ويحترم الوفاء والوعد لهم ، علميه كيف يفرق بين المعروف والمنكر ، حاولي أن تكوني له أمه ومعلمته ، علميه كيف أن له حقوق يجب أن يطالب بها ، وأن عليه واجبات يجب أن يقوم بها ، واعلمي أنك قدوته في ذلك ، فلن يطبق الا ما يرى منك ويسمع.
ولا ننسى أن الأب الحاضن له دور في دعم هذه المسيرة قدر استطاعته ، وحسب حبه لفعل ذلك ، ولكني أوجه اليك أنتي ، فأنتي الأقدر على التحمل ، سامحيني لما طالبت منك بالصبر أكثر ، لكني أرى مجتمعاً متفكك كل منهم يريد أن يلقي مسؤوليته على الآخر ، مع الجهل أن لديهم كنز اسمه الأبناء ، اذا احسنوا تربتهم أحسنوا الى المجتمع بأسره . فليقدم كل منا ما يقدر فعله ، دون محاسبة كي نستيقظ من سباتنا وتفككنا وحرمان أنفسنا ابناءنا الراحة والهدوء .