لماذا اهتم الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين
الأخوة في الإسلام
حرصت الشّريعة الإسلاميّة على بقاء الأمّة الإسلاميّة موحّدةً، تكون بين أفرادها معاني الأخوة في الدّين والعقيدة؛ فالمسلم لا يعيش في هذه الحياة بمفرده وإنّما يُشكّل مع أخيه المسلم المجتمع الإسلامي الذي يستطيع بمجموعه تحقيق أهداف الأمّة وتطلّعاتها، كما يستطيع هذا المجتمع حمل رسالة الإسلام وتبليغها إلى البشريّة كافّة، بينما يكون التّفرق بابًا للضّعف والتّفرق، فما هي أبرز مظاهر اهتمام الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين؟ وما هي أهمية ذلك؟
مظاهر اهتمام الإسلام بتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين
- أكّد القرآن الكريم على معنى الأخوة بين المسلمين عندما قال الله جلّ وعلا (إنّما المؤمنون أخوة )؛ فالمؤمنون بمجموعهم هم أخوة تجمعهم العقيدة الإسلاميّة التي يؤمنون بها، وتجمعهم الأرض الإسلاميّة التي يسكنون فيها، ويجمعهم الهدف الواحد والغاية المشتركة وهو تبليغ رسالة الإسلام إلى النّاس كافّة ونيل رضا الله سبحانه وتعالى والجنّة.
- حادثة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي كانت بعد الهجرة من مكّة إلى المدينة المنوّرة؛ حيث آخى النّبي عليه الصّلاة والسّلام بين مكوّنات الأمّة الإسلاميّة بقوله تآخوا أخوين أخوين ليؤكّد على معنى الأخوّة ويرسّخ هذا المفهوم العظيم في نفوس المسلمين.
أهميّة الأخوة بين المسلمين
- تحدّثت الآيات الكريمة عن منّ الله تعالى على العباد بنعمة الأخوّة والاجتماع من بعد الفرقة؛ حيث دعا الله تعالى المسلمين للاعتصام بحبله المتين ودينه القويم وتحذيره سبحانه من الفرقة والتّشرذم لما يسبّبه ذلك من ذهاب هيبة المسلمين في نفوس أعدائهم وضعفهم وهوانهم على النّاس، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم )، وفي الآية الأخرى قوله تعالى 🙁 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصّابرين )، كما أنّ الأخوة بين المسلمين تؤدّي إلى أن يكونوا كما وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بالبنيان المرصوص الذي يشدّ بعضه بعضاً، والجسد الواحد الذي يشتكي إذا ألمّ بعضو منه جرح أو نزف، وإنّ الاجتماع بين المسلمين يؤدّي بهم إلى أن يكونوا جماعةً ترهب جانبها .
- من بين أسباب اهتمام الشّريعة الإسلاميّة بتقوية أواصر الأخوّة بين المسلمين أن تجعل المجتمع الإسلامي متحابًّا تكون بين أفراده معاني الودّ والرّحمة والتّكافل؛ حيث ينصر المسلم أخاه إن كان ظالمًا أو مظلومًا، ولا يسلمه ولا يخذله ويسعى في ذمّته وتفريج كربه حتّى يفرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة.