كيف تعلم نفسك الصبر
الصبر
تتعدّد أنواع الابتلاءات التي تُصيب الإنسان في حياته، ولكنّ المسلم الحقّ هو الذي يمتثل أمر الله تعالى، ويصبر على كلّ ما يحلّ به، فقد أمر الله -تعالى- بالتحلّي بالأخلاق الحسنة، ومنها: خلق الصبر، حيث خصّ الله -تعالى- الإنسان وحده بخالص الصبر، وأمره بالاستعانة دائماً بالصبر والصلاة حتى تستقيم حياته، ويستطيع أن يحياها ويواجه ما فيها من متاعبٍ، وابتلاءاتٍ بكلّ قوّةٍ، وهذا بيّنٌ في كثيرٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم، وخُلق الصبر يتمثّل بأن يضبط الإنسان نفسه عند فعل الطاعات، ويضبطها بعدم الجزع والخوف عند حصول المصائب، وأن يمنع نفسه عن ارتكاب المعاصي والذنوب، حتى يحقّق فعلاً مفهوم الإنسان الصابر، وينال الأجر والفضل المعدّ له.[١][٢]
الوسائل المُعينة على خُلق الصبر
قد يتعرّض الإنسان في حياته إلى ابتلاءاتٍ ومحنٍ عليه أن يكون صابراً فيها، وقد يؤدّي طاعةً بعد جهدٍ كبيرٍ فيصبر على ذلك، وقد يحاول ترك معصيةً، أو ذنبٍ، فيستعين بالصبر ليحقّق ذلك، فالصبر مهمٌّ في حياة الإنسان في كلّ الأحوال والأوقات، زفيما يأتي بيان بعض الوسائل والطرق التي تُعين على التخلّق بالصبر:[٣][٤]
- استشعار الإنسان الثواب الجزيل، والأجر العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- لأداء الطاعات والعبادات.
- أن يتذكّر دائماً أنّ للمعاصي والذنوب عقابٌ شديدٌ عند الله تعالى.
- القراءة في أحوال الأنبياء عليهم السلام، وأولو العزم من الرّسل كيف أنّهم صبروا على كلّ ما حلّ بهم في حياتهم.
- الاستمرار بدعاء الله تعالى، مع الإلحاح فيه بأن يرزقه الله الصبر، ويُعينه على ذلك.
- الاستعانة بالصلاة، والإكثار منها، فالصلاة تُعين العبد على أن يكون صبوراً.
- أن يستحضر في نفسه الثواب والفضل العظيم، الذي أعدّه الله تعالى للصابرين.
- أن يكون الإنسان على علمٍ دائمٍ، وثقةٍ بالله أنّه الذي خلق الكون كلّه، وكتب كلّ شيءٍ عنده في اللوح المحفوظ، وقدرّه قبل الخلق، فيبقى على إيمانٍ بالقضاء والقدر خيره وشرّه.
- أن يكون العبد دائم التذكّر أنّ الدنيا زائلةٌ فانيةٌ، وما هي إلّا امتحانٌ، واختبارٌ من الله -تعالى- لعباده ليختبر عباده.
- أن يستحضر العبد النعم التي أنعمها الله تعالى عليه، وأنّ كلّ المصائب والابتلاءات التي تحلّ وتقع، ويحمد الله -تعالى- على أنّ ما حصل لم يكن أكثر من ذلك.
- أن يعلم الإنسان بأنّ بعد كلّ ما يحصل من ابتلاءاتٍ ومصائبٍ له سيأتي بعده فرجٌ من عند الله تعالى، فبعد كلّ عُسرٍ يُسرٍ.
صور الصبر
مجالات الصبر عديدةٌ، فالإنسان يصبر على أمورٍ كثيرةٍ، وفيما يأتي بيان البعض من صور الصبر:[٣].[٥]
الصبر على الطاعة
جميع العبادات تحتاج إلى صبرٍ وعزمٍ قويٍّ من الإنسان؛ لكي يؤديها كما أمر الله -تعالى- بها، كالصلاة، والصيام، ودعوة الناس إلى عبادة الله تعالى، وإرشادهم لفعل الخير، وترك الشرّ، والمسارعة في طلب العلم، وبعض العبادات سميّت بالجهاد نظراً إلى احتياجها للكثير من الصبر؛ كالحجّ.
الصبر على المعصية
وهو أن يصبر الإنسان على عدم فعل المعصية عندما تعرُض له، ومثال ذلك قصّة يوسف -عليه السلام- مع المرأة الحسناء، ولكنّه صبر، وكان ردّه عليها بالاستعاذة بالله سبحانه منها.
الصبر في تبليغ الدعوة
وهو أن يصبر الإنسان كما صبر الأنبياء والرّسل من قبل عند دعوتهم الناس للإيمان بالله تعالى، فيصبر ويتحمّل كلّ المشاقّ، والمتاعب، والأذى في سبيل الدعوة لله، ويستمرّ في تبليغ الدعوة، وعدم التوقّف بمجرّد التعرّض لأذى، أو مكروهٍ من الناس.
الصبر على البلاء
فالابتلاءات التي قد تصيب الإنسان في الحياة كثيرةٌ متعدّدةٌ، وعلى الإنسان أن يتذكّرّ دائماً أنّ الحياة فانيةٌ، والله خلق الخلق ليمتحنهم ويختبرهم، فلا يحزن عليها بل يجتهد بالعمل الصالح فيها، ومن الابتلاءات التي قد تصيب الإنسان موت عزيزٍ أو قريبٍ، أو مرضٍ قد يُصاب به، أو ضيقٍ في حاله ورزقه، فيصبر الإنسان على ذلك، ويتحسب أجره عند الله تعالى، فقد قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).[٦]
الصبر على ظلم الحكّام
من المُمكن أن يتعرّض الإنسان في حياته إلى ظلمٍ من الحاكم وولاة الأمر، فينبغي عليه الصبر على كلّ ما يصدر منهم، والصبر على الحاكم الظالم لا يعني أن يقبل الإنسان الظلم والإهانة، ويبقى مكانه لا يفعل شيئاً، بل عليه أن يتمسّك برأيه الصحيح، وأن يلتزم بقول الحقّ من القول.
فوائد وفضائل الصبر
إنّ الإنسان الذي يتحلّى بالصبر في حياته، يجني ثماراً عظيمةً في دنياه وآخرته، نظراً للفضل العظيم الذي أعدّه الله تعالى للصّابرين، ومن هذه الفوائد والفضائل التي أُعدّت للصّابرين:[٧][٨]
- ينال الصابر محبّة الله تعالى، ودليل ذلك قوله سبحانه: (وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).[٩]
- وعدٌ من الله -تعالى- بأنّه سيكون معه، وسينصره، حيث قال الله تعالى: (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).[١٠]
- الصبر سببٌ في دخول جنّات النعيم.
- إنّ للصابر عِوضٌ عند الله تعالى بالخير، فيبدله بصبره خيراً.
- سببٌ في غفران الذنوب، ومحو السيئات، واستبدالها بالحسنات.
- سببٌ في رضى الله تعالى عن عبده.
- سببٌ في الرجوع إلى الله تعالى بالإيمان، والعمل الصالح.
- سببٌ في طمأنينة القلب، وسعادته، ولينه، وهدايته.
- ينال الصابر أجره، ويأخده دون حسابٍ.
- نيل معيّة الله تعالى، والعون والتأييد والنُصرة منه.
- التبشير من الله تعالى للصابرين.
- نيل شهادة الله تعالى لهم بالهداية والاهتداء.
المراجع
- ↑ محمد مصطفى (24-3-2014)، “الصبر سلاح الإنسان في مقابلة البلاء”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ “الصبر؛ تعريفه ومراتبه”، www.islamweb.net، 20-6-2002، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب د.مهران عثمان، “الصبر”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ د.محمد أكجيم (21-9-2014)، “أهمية الصبر وفضله”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ د.طه فارس (6-8-2017)، “الصبر: تعريفه ومجالاته والثواب عليه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 155.
- ↑ د.بدر هميسه، “وبشر الصابرين”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ د.طه فارس (6-8-2017)، “الصبر: تعريفه ومجالاته والثواب عليه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 146.
- ↑ سورة البقرة، آية: 153.