تعامل الرسول مع الكفار
القدوة الحسنة
كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوة للناس، وأسوة حسنة في تعامله وأخلاقه، ووصفه الله عز وجل في كتابه بأنه صاحب الخلق العظيم، والسراج المنير الذي جاء بالوحي والرسالة ليخرج الناس من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية والتوحيد، والمتأمل في سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام يدرك كثيراً من الدروس والعبر في نهج حياته وسيرته العطرة، ومن بين تلك الدروس التي يستفيد منها المسلم ويهتدي بهديها كيفية تعامله مع أعدائه، فما هي أبرز خصائص تعامل النبي مع الكفار؟
تعامل الرسول مع الكفار
حب الهداية لهم
وضع النبي عليه الصلاة والسلام نصب عينيه هدف هداية الخلق أجمعين، فحرص على التعرض لزعماء الكفار في الأسواق والمجالس حتى يدعوهم إلى دين الإسلام، ولم تلن عزيمته أو تضعف قوته، وبلغ اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بدعوة الكفار إلى دين الله مبلغاً كبيراً جعله يُعرض من غير قصد عن ابن أم مكتوم الأعمى يوم أتاه بسبب انشغاله بدعوة زعماء الكفار.
العفو والصفح
على الرغم من الأذى الشديد الذي تعرض له النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون من زعماء قريش وكبرائها، وقف النبي عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة ليخاطب زعماء الكفر بكلمات العفو والصفح حينما قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، كما عفا النبي الكريم وصفح عمّن أراد قتله من الكفار وبيّت ذلك، ومن الأمثلة عليهم: عمير بن وهب الذي علم النبي بنيته ودعا له بالهداية، وفضالة بن عمير بن الملوح الذي طاف حول الكعبة وهو يريد قتل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فعلم النبي بنيته عن طريق الوحي فالتفت إليه ثم ضرب في صدره فأسلم.
احترام العهود والاتفاقيات مع الكفار
أمر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احترام عهود الكفار وإن بدا في ظاهرها أنها ضد المسلمين، فقد حدث أن فكّ المشركون أسر حذيفة بن اليمان وأباه بشرط عدم المشاركة في قتالهم، وحينما قدموا إلى المدينة أعلموا النبي بذلك فأمرهم باحترام عهدهم وعدم الخروج لقتال المشركين في بدر.
الشدة على الكفار في وقت الحرب والمواجهة
كان النبي الكريم شديداً على من ينابذ الدين بالعداء، فيحث المسلمين على الثبات والصبر في مواجهة الكفار، كما رفض الاستعانة بالمشركين والكفار بقوله لأحدهم: (اذهب فلن نستعين بمشرك ).
الأمر بالإحسان إليهم
أسر المسلمون في بدر سبعين رجلاً من المشركين، فأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهم وحسن التعامل معهم.