حقوق ذوي الأرحام والجيران
العلاقات الاجتماعيّة في الإسلام
نظّم الإسلام العلاقات الإجتماعيّة ووضع لها أُسساً ومبادئ تضمن التّراحم والتّكافل والسّلام والمحبّة بين النّاس، وجعل فيها النّاس إخوةً حتّى ولو لم تربطهم قرابةٌ أو معرفة، وشرّف هذه العلاقة الأخويّة أكثر وأكثر وأمر المسلم أنّ يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه وأن يعامله كما يحب أن يُعامل، كما وشُبّه الإخوة في الإسلام بجسد الإنسان الواحد الّذي يتداعي إن ألمّ عضوٌ واحدٌ منه ألمٌ أو اشتكى منه، فكيف لو كانت تجمعهم رابطةٌ مثل صلة الرّحم أو الجيرة، هذا ما سنناقشه في هذا المقال ذاكرين حقوق كلٍّ من ذوي الأرحام والجيران.
حقوق ذوي الأرحام
قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) [النساء: 36].
ذوي الأرحام هم الأشخاص الّذين تَربطنا مَعهم رَابطة قرابةٍ بدمٍ أو نسب، منهم من هو مُحرّم ومنهم من هو غير مُحرّم؛ فالمحرّم من ذوي الأرحام هم الأقارب الّذين يحرّم على المسلم الزّواج منهم إن كانوا ذكوراً أم إناثاً مِثل الوالدين والأخوات والإخوان والأعمام والعمّات والأخوال والخالات والجدود والأخوان والأخوات من الرّضاعة وأمّهات الرّضاعة، وغير المحرّم منهم هو من يحلّ على المسلم الزّواج منه، ولكلا النّوعين من الأرحام حقوقٌ يجب الالتزام بها لنيل رضا الله واتّباع ما أمر به، ومن هذه الحقوق:
- صلتهم وعدم قطيعتهم؛ لأنّ الله تعالى يمقت قاطع رحمه ويغضب عليه، والتّوفيق في عمل المسلم مرتبط بصِلته لرحمه، وصلة الرّحم تعني التّواصل مع الأقارب والسّؤال عن أحوالهم ومشاركتهم بأفراحهم وأحزانهم على الدّوام.
- مُعاملتهم مُعاملةً كريمةً ومؤدّبةً حسب تعاليم الإسلام ومساعدتهم على قضاء حوائجهم سواءً الماديّة أو المعنويّة.
- مُسامحة المسيء منهم وردّ السيّئة بالحسنة كما علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- مساعدة المُحتاجين من ذوي الأرحام بالنّفقة وتأمين المسكن والمأكل والملبس إن سمحت الحال بذلك، فالأقربون دائماً أولى بالمعروف.
حقوق الجيران
الجار هو كلّ شخصٍ قريبٍ في مسكنه أو مكان عمله، ورسولنا الحبيب عليه الصّلاة والسّلام هو أشرف مثل يُحتذى به في معاملة الجار، حيث كثرت الأحاديث النّبويّة الّتي تسلّط الضّوء على العلاقات الّتي تجمع بين الجيران ويبدو وكأنّه ربط الإيمان بإكرام الجار، ووضع له حقوقاً تضمن بقاء المحبّة والألفة بين الجيران ومنها:
- زيارة الجار وعدم قطيعته ومُشاركته بأحزانه وأفراحه ومساندته فيها ماديّاً أو معنويّاً.
- إهداء الجار هدايا تُعبّر عن المحبّة والمودّة ولو كانت بسيطة.
- زيارة الجار حين يَمرض أو يتعب حسب تعاليم الإسلام لزِيارة المريض.
- تحمّل الأذى من الجار ومُسامحته من دون ردّ الإساءة بالإساءة.
- حق الشّفعة وهو أن تسأل جارك أوّلاً إن كنت ترغب ببيع بيتك إن أراد أن يشتريه، ولا يجوز أن تعرضه للبيع لشخصٍ غريبٍ قبل جارك.