مفهوم الأخلاق في الإسلام

الأخلاق

يُقصد بمُصطلح الخُلُق لغةً السجيّة والطّبع والمروءة والدّين، كما ورد في كلّ من معجميْ: لسان العرب، والقاموس المحيط، أمّا الخلق اصطلاحاً فهو ميلٌ يغلب على الإنسان بشكلٍ مستمر حتّى يصبح له عادة، كما عُرّف بأنّه قوّة راسخة في إرادة الإنسان تهدف إلى اختيار ما هو خير وصالح في حال كان هذا الخلق حميداً، أو تَهدف إلى اختيار ما هو شرّ وفاسد في حال كان هذا الخلق ذميماً، وأمّا الفضيلة فيُقصد بها في اللّغة: الفضل والزّيادة، أو هي أعلى درجات الفضل.

تمتاز الفضيلة الإسلاميّة عن باقي الفضائل بأنها تجمَع ما بين الفضيلتين الإنسانيّة والرّبّانية، كون المسلم يحبّ الخير للناس جميعهم، ويكره الشرّ لهم، وهو يهتمّ بأمر إخوانه المسلمين ولا يؤذيهم، وهذه هي الفضيلة الإنسانيّة؛ حيث ذُكر عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أبنَاءِ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالََ : (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقتِه أو أخذ منه شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ فأنا حجيجُه يوم القيامةِ). [ إسناده جيّد] أمّا الفضيلة الرّبانيّة؛ فالمسلم عندما يقوم بعمل خير، فهو يقصد به وجه الله تعالى وليس العبد.

يُستنتج ممّا سبق أن الأخلاق الإسلاميّة هي اعتياد الاستجابة للفضائل الإسلاميّة في التعامل مع ما خلق الله تعالى، بما يتوافق مع المنهج الربّاني؛ بهدف كسب مَرضاة الله تعالى.

دوافع الفضيلة

  • دوافع إنسانيّة: وهي عبارة عن دوافع تقوم على المشاعر الإنسانيّة البحتة من: شرف النّفس، ورقّة الطبع، والرّغبة في البرّ، وترك الشرّ.
  • دوافع ربانية: هي الدّوافع التي تقوم على المَشاعر الرّوحانيّة؛ ابتغاء رضا الله تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].

مميّزات الأخلاق الإسلاميّة

  • ثابتة ومستمرّة ولا يغيرها زمان أو مكان؛ فبرّ الوالدين واجب على المُسلمين مدى الحياة، وكذلك الكرم والصّدق لا يتغيّران مع المفاهيم المادّيّة التي تسود العديد من المجتمعات.
  • مُحدّدة بضوابط الشّريعة الإسلاميّة، وليست على أهواء النّاس.
  • غيريّة وليست أنانيّة، حيث إنّ الإحسان ليس سلعة تجاريّة للتبادل، فالأخلاق الإسلاميّة تدفع المسلم لمساعدة إخوته المسلمين دون انتظار المكافأة أو غيرها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّر على مُعسِرٍ، يسَّر اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ، ومن ستر مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ، ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنَّةِ، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارَسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السَّكينةُ، وغشِيتهمُ الرحمةُ، وحفَّتهمُ الملائكةُ، وذكَرهم اللهُ فيمن عندَه، ومن أبطأ به عملُه لم يُسرِعْ به نسَبُه). [صحيح]
  • طوعيّة واختياريّة يقوم بها المسلم، ويلتزم بها عن طيب خاطر.
  • اشتراط حسن النيّة في الأخلاق الإسلاميّة؛ لضمان الأجر من الله عزّ وجلّ، فسبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلّا ما كانت خالصةً لوجه تعالى.