صفات الداعية إلى الله
الدعوة إلى الله
تعدّ الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال التي يقوم بها المسلم في سبيل دينه وإنقاذ الناس من العذاب، ويكسب شرفاً عظيماً من اختصّه الله بهذا العمل. يقول تعالى في مُحكم تنزيله: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].
ثمّةَ صفات يجب أن يتّصف بها الداعية إلى الله لتعينه على النجاح في دعوته وقبولها من الله تعالى، كما عليه أن يتعلّم أصول الدعوة وأساليبها وكيفيّة عرضها على الناس ليتمكّن من جذبهم إلى الدين وعدم تنفيرهم.
صفات الداعية إلى الله تعالى:
- الإخلاص: هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الداعية ليقبلَ الله عملَه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمالُ بالنياتِ) [صحيح البخاري]، وإن ابتغى بدعوته جاهاً أو شهرةً أو مالاً فقد ذهبتْ هباءً منثوراً. بالإخلاص يكتب الله التوفيق والسداد للداعية ويكافئه أيضاً بإصغاء الناس لحديثه وقبول دعوته.
- الصبر: يجب أن يعلم الداعية إلى الله أنّ استقطاب الناس ليس بالأمر السهل، فربما يجد الإعراض والنفور والصدود وحتى الأذى والعِداء، وهذا من ابتلاء الله تعالى للدعاة واختبار مدى صدقهم وحبهم لله واستعدادهم لخدمة دينهم، فلو استجاب الناس بسرعة لما ظهر صدق الداعية واستعداده لخوض المصاعب من أجل ربّه.
- العلم الصحيح: لا يمكن نجاح الداعية الجاهل غيرِ المتفقّه بأمور الدين، إذ يجب طلب العلم الشرعيّ ليستطيعَ الداعية إيصاله للناس. كذلك يجب أن يكون الداعية على بصيرة بالأحكام الشرعية بحلالها وحرامها، وعلى بصيرة بالأشخاص الذين يدعوهم من خلال معرفة أحوالهم، وعلى معرفة أيضاً بالدعوة ووسائلها وأساليبها. إن لم يكن الداعية متبصّراً بهذه الأركان الثلاثة فربما يُخفق في دعوته.
- التّحلي بالأخلاق الفاضة: من صدق، وأمانة، وعفو، وحِلم، وكرم، وحسن معاشرة. فهذه صفات الداعية الراقية التي تحميه من نفور الناس.
- القدوة الحسنة: يجب أن يكون داعية إلى الله بأفعاله قبل أن يكون داعية بأقواله؛ كي يتأسى الناس به ويتقبّلوا دعوته. فكيف لداعية أن يطلب من الناس تطبيقَ أمرٍ هو نفسه لا يطبّقه.
- عدم الانتقام للنفس: فلا يغضب إلا لله، ولا ينفعل إلا إذا انتُهِكت حرمات الله. وهذه كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
- التواضع: صفة يجب أن يتصف بها الداعية قبل أن يدعو الناس إلى تطبيق دين الله تعالى، فالناس تنفر من المتكبر ولا تستجيب له، كذلك فإنّ الله تعالى لا يوفق الداعية الذي في قلبه كِبر.
- الرفق بالمدعوين: والرحمة بهم ولين الجانب معهم. كما يجب عليه التعايش معهم والتقرّب منهم لمعرفة همومهم ومشاكلهم.
- حمل هم الأمة: والدعاء لها بالخير.