قوة الصبر
قوة الصبر
إنّ للصبر أهميةً كبرى في حياةِ الإنسان، ففيه يقوى الإنسان على مواجهة مصاعبَه المتنوعة، ويجتاز به محنه وشدائدَه، فقدرة الإنسان على التحمل والتعاطي الإيجابي مع الأزمات والمحن يمثل قوةً إضافيّة مساندة له في الحياة، تتذلل خلالها كلّ العقبات التي تواجهه، وهناك عوامل تساعد في تحقيق قوّة الصبر، وآثار تترتب عليه أيضاً، ونذكرُ منها يلي.
العوامل المساعدة في تحقيق قوة الصبر
يتقدم قوّة الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- هذه العوامل، فقوّة الإيمان بالله -سبحانه- وبالقدر خيره وشره وبباقي أركان الإيمان أمورٌ تسهم بشكل كبير في تعزيزِ هذه القوّة، ومن هذه العوامل أيضاً الثقة القويّة بالنفس، ومقدرة صاحبها على اجتياز العقبات وتحمّلها، ومن ذلك أيضاً سعة الأفق وبُعد النظر، وكذلك الحكمة وحُسْن تقدير الأمور، ودقة اتخاذ المواقف، فهيَ تُعَدُ الميزان الضّابط الذي يُوَجّهُ كافة مظاهر السلوك الإنسانيّ، ماديةً كانت أو معنوية، ومن هذه العوامل أيضاً الثقافة والوعي بعواقب الأمور، والربط بين البدائل المتاحة.
آثار قوة الصبر
- بالنسبة للفرد: إنّ لتمتع الفرد بقوة الصبر آثاراً إيجابية تعود على الفرد والمجتمع على حدٍّ سواء، منها: طمأنينة النفس، والشعور بالرضا؛ وذلك أنّ صاحبَها وُفّقَ لهذا الخيار ولهذا الموقف، وكذلك صحة التصرف؛ حيث إنّ التهوّر صفةً مرادفةً للصبر، وغالباً ما تكون نتائجُه مكلفة على صاحبه وعلى غيره أيضاً..
- ومنها أيضاً: اختصار الخطوات وتقصير المسافات؛ ذلك أنّ ما يمكن تحقيقه بالصبر يفوق غالباً ما يمكن تحقيقه بالعجلة والتسرّع، وقد وعدَ اللهُ يوم القيامة الصابرين باستيفاء أجرهم بغير حساب؛ لقوله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
- بالنسبة للجماعة والمجتمع: تقوّي قوة الصبر روابط المحبة والألفة في المجتمع، وتقضي تماماً على عوامل الشحناء والتوتر، وهي تعكس أيضاً مظهراً حضارياً للعلاقات البشرية المختلفة، ولا سيّما بين الأخوة والأشقاء والأحباب، وفي القرآن الكريم نجد أنّ الله ـ سبحانه ـ حثّ على الصبر، وأن يوصي بعضنا بعضاً بالتحلّي به، ويعتبرُ هذا السلوك أحدَ مقوّمات النجاح والتوفيق في الحياة، حيث يُخرجُ صاحبه من دائرة الخسران، قال تعالى: “وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
الصّبرُ صفةٌ إيجابيّة تعكسُ قوة معنوية في نفس صاحبِها، ومتى تمازجتْ مع ما لديه من صفات معنويّة ومادية أخرى، فإنها سوف تظهر نقاطَ القوة والمنَعة في شخصيته، ونتيجة ذلك كلّه تقويمُ السلوكِ وضبطُه وتوجيهه، والقدرة على التحكّم في مجرياتِ الأحداث ونتائجها.