فوائد الصدق

الصدق

يُعرف الصدق على أنه نطق الإنسان بالكلام الحق المطابق للواقع، وفيه معانٍ أخرى منها صراحة الإنسان مع نفسه، ومواجهته مع ذاته دون كذب أو خداع بغاية التخلّص من العيوب، وتزكية النفس، والارتقاء بها إلى أعلى المراتب.

لم يوجد على وجه الأرض من ذمّ الصدق، فالفطرة السليمة، والشرائع الدينية، والقيم الإنسانية كلها أجمعت على أهميّة أن يتحلى المرء بصفة الصدق، وعلى ذمّ الكذب؛ والكذب عكس الصدق، وهو خلق رديء يحطُّ من قيمة الإنسان ومن قدره، ويتسبب في إحداث العديد من المشكلات على كافة الصعد، على عكس الصدق الذي تكمن فيه الراحة، والهدوء، والسكينة حتى ولو تسبب في إحداث بعض المشاكل بشكل مؤقّت. وفيما يلي تبيان لفوائد الصدق على الفرد، والمجتمع.

فوائد الصدق

  • يساعد الصدق على توضيح الحقائق، وعلى عدم بناء الإنسان لحياته أو أجزاء منها على الخداع، واستغفال الآخر؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز الكذب أبداً على شريك الحياة قبل الزواج، وإخفاء بعض الحقائق التي قد تؤثر على الحياة الزوجيّة، فعاجلاً أم آجلاً ستتكشف الأمور، وسيؤثر ذلك على حياة الإنسان كاملة.
  • يعيش الإنسان بسعادة، واطمئنان، وراحة بال بفضل الصدق، فلا يضطر الإنسان الصادق إلى التمثيل على الآخرين لاعباً دوراً لا يناسبه، فبعض الأشخاص تكوّنت لديهم عدة شخصيات بسبب كذبهم على أنفسهم أولاً، وعلى من يتعاملون معهم ثانياً، مما أدى إلى حدوث اضطراب داخلي لديهم، وصراع نفسي لا ينتهي بين هذه الشخصيات الوهمية المصطنعة.
  • يعتبر الصدق بوابة الإنسان الأولى للأخلاق الحميدة الأخرى، وعلى رأسها التواضع، فكلما كان الإنسان صادقاً مع نفسه أدرك عيوبه أكثر، وإدراك العيوب يغني الإنسان عن الانشغال بعيوب الآخر، ويجعله غير مغتر بنفسه، وبالتالي يظهر التواضع عليه، ويصير سمة من سماته.
  • يعتبر خلق الصدق من أهم الأخلاق التي تميز بين الأمم الراقية والأمم المنحطة، ومن هنا فإن تحلي أبناء الأمة الواحدة بهذا الخلق الحميد يرتقي بالأمة، ويجعلها في مصاف الأمم المتقدمة أخلاقيّاً، وحضارياً.
  • يعطي الصدق انطباعاً حسناً عن المعتقد الذي يعتقد به الإنسان، إذ يشكل المعتقد عاملاً هاماً من عوامل تشكيل هوية الإنسان الشخصية.
  • يساعد على نجاح الإنسان في أعماله التي يقوم بها، فالصدق ينشر السمعة الحسنة عن الإنسان، فيزداد إقبال الناس على منتجاته، أو خدماته التي يقدّمها للآخرين.
  • يساعد على تطوير شخصيّة الإنسان؛ ذلك أن كل الصادقين الصريحين مع أنفسهم يعرفون تماماً ما يعانون منه من صفات سلبيّة ويتجاوزونها، ويتصفون بالصفات الخيرة الحسنة التي تنهض بهم، وبمن حولهم، وبمجتمعهم، وبأمتهم.