بحث عن الصدق والكذب

الصدق

الصدق هو الإخبار عن شيءٍ ما كما حدث دون زيادة أو نقصان، والكذب نقيضه، وفي الصدق النجاة ولو كان أوله مظنّة هلاك، وصاحب الفطرة السليمة يحب الصدق وأصحابه، ويبغض الكذب وأصحابه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ الصدق أمر شاقٌ على النفس، وهو بحاجة للمجاهدة والاستعانة بالله عز وجل، فمن وفقه الله تعالى لذلك، وجنى الثمار اليانعة، وذاق حلاوة ذلك أبى بعد ذلك أن يكذب كذبة واحدة، حتى ولو غلبته نفسه الأمارة بالسوء، وانتصر الشيطان عليه آنذاك، فسيظل خجلاً من مولاه عز وجل، وضميره يؤنبه على ذلك، وفكره مشوش، حتى يصلح ما أفسد ويبدل كذبه صدقاً، حتى ترتاح نفسه ويطمئن، وهو من مكارم الأخلاق ذروة سنام الإسلام، وأقرب الناس منزلة من رسول الله يوم القيامة أحاسنهم أخلاقاً، نحن في زمنٍ كثر فيه الدجل والكذب، حيث اعتاد الكثير الكذب وأصبح جزءاً من حياتهم، عادة ملازمة لهم، فاستشرى بسببه الفساد وقلة الدين، وبه انهيار المجتمعات وتفككها، فما بني على باطل فهو باطل، ونرنو لمجتمع يسوده الصدق ويكثر فيه الصادقون والصديقون، كما كان زمن رسول الله وصحابته الكرام.

أنواع الصدق

  • والصدق ليس فقط مع الناس، بل ويتفرع في جميع الاتجاهات، فالصدق أولاً يجب أن يكون مع الله عز وجل، يبتغي المسلم بطاعته وعبادته مرضاة الله وحده، لا سمعة في ذلك ولا رياء، قولاً وفعلاً وعملاً.
  • الصدق مع النفس فالصادق لا يكذب على نفسه ولا يخدعها، ويقودها إلى دروب الهلاك بيده.
  • الصدق مع الآخرين في أقواله وأفعاله وتعامله بشتى أنواعه، كالتجارة وتحديد المواعيد، وأداء الأمانات، والصدق من الأمور التي حثت عليها أحاديث المصطفى الكريم ومثال ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له عَنْ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذاباً).

أنواع الكذب

  • أشد أنواع الكذب الكذب على الله تعالى، كأن يُدخل المرء في الدين ما ليس فيه، ويقول أموراً ما أنزل الله بها من سلطان، فمن يفعل ذلك يسودّ وجوهه يوم القيامة.
  • الكذب على رسول الله، فيقول على لسان الرسول ما لم يقله، فقد قال رسولنا الكريم: ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
  • ومن ثم شهادة الزور، واليمين الغموس، والكذب على الآخرين، والكذب في المنامات، وفي الحديث: (كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ما سمع).

الثمار التي يجنيها الصادق

  • البراءة من صفة النفاق.
  • توفيق الله تعالى له لكل أبواب الخير، والمباركة له في رزقه، والحصول على ثقة الناس به.
  • منح الله تعالى له الفراسة الصادقة.
  • ملء نفسه طمأنينة وسكنية، وراحة باله وضميره.
  • حسن خاتمته، بأن تكون الجنة جزاءه وثوابه.

وعكس ذلك يجنيه الكاذب جزاء كذبه.