بحث عن الصبر
الصبر
يعني الصبرُ لغةً: الحبس والكف، قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)، أما اصطلاحاً فهو حبس النفس على فعل شيء، أو تركه ابتغاء وجه الله تعالى.
أنواع الصبر في الإسلام
- الصبر على معصية الله: أي أن يحبس الإنسان نفسه عن عمل المعصية والمحرمات، ومثالٌ على ذلك: رجلٌ راودته نفسه على عمل معصية ما ولكنه منع نفسه من ذلك، فيُقال إن هذا الانسان صبرعن معصية الله أي أنه لم يعصِ الله، وأيضاً كما حدث مع النبي يوسف -عليه السلام- عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها ولكنه رفض، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله، فذكر منهم؛ (رجلاً دعتهُ امرأةٌ ذاتُ منصب و جَمَالٍ فقال: إني أخافُ الله).
- الصبر على طاعة الله: وذلك بأن يحبس الإنسان نفسه على طاعة الله، فلا يتكاسل أو يلجأ إلى الفراش أو يذهب لتناول الطعام أو يبقى برفقة الأصدقاء في وقت الصلاة، لأن هذه الأمور ليس لها أهمية بل تكمن الأهمية في طاعة الله، فلا بد من أن يلزم الشخص نفسه بطاعة الله تعالى، وعند الانتهاء من ذلك يقوم بإكمال باقي أعماله، فيبدأ بالأهم ثم الأقل أهمية.
- الصبر على أقدار الله: فإن الله سبحانه وتعالى يقدر للعبد ما يلائم الطبيعة وما لا يلائمها، ومنه ما يناسب الانسان وما لا يناسبه، فعلى الإنسان أن يصبر ويتحمل، فليس كل ما سيمر معه يناسبه، فلا بد من أن يختبر الله صبره وإيمانه، وإذا أحب الله العبد ابتلاه، فعلى الإنسان أن يحبس نفسه عن التذمر أو التصرف بما لا يتناسب والمؤمنين، وعدم تقليد أهل الجاهلية، كالدعاء بالويل أو حتى اللطم على الخدود أو ما شابه، فالإنسان المؤمن عليه أن يصبر على أقدار الله تعالى وإن كانت لا تناسبه لأنها من عند الله وهي أقدار ولا يمكن تغييرها، فله الأجر والثواب الجزيل من الله تعالى، لأنه بالرغم من الألم والحزن الذي حل به لكنه ما زال صابراً ومتحملاً ومؤمناً بالله سبحانه وتعالى.
أفضل الصبر عندَ الله
إن الصبر على الطاعة هي أكثر أنواع الصبر فضلاً، لما فيها إتعاب وإرهاق للبدن، ومن ثم يأتي الصبرعلى المعصية، ثم الصبر على الأقدار، لأن الأقدار لا حول فيها ولا قوة، وهي من عند الله سبحانه وتعالى، فالصبر مفتاح الفرج والهم، وفي النهائية الآخرة أبقى من الدنيا وما فيها.