كيف ترضي الله في أخلاقك
الأخلاق
يَقول الرّسول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق؛ فالدين الإسلامي دينٌ يحثّ على الأخلاق الحميدة؛ حيث إنّ الدين هو المعاملة. حثّ الإسلام على التحلي بالأخلاق الحميدة، وتطرّق إلى أهميّة معاملة الناس بخلق حسن؛ حيث إنّهم بذلك يعكسون صورةً حسنة عن الإسلام ويُحبّبون الناس من الديانات الأخرى في الدخول إليه.
من الجدير ذكره أنّ الأخلاق هي مجموعة من السلوكيات الحسنة التي دعانا الإسلام للتمسك والعمل بها في كافة شؤون حياتنا، كما أنّ النبي محمد صلى الله عليه هو أهمّ قدوة لنا في حسن الخلق؛ فقد تعرّض كثيراً للأذى والإساءة لكنّه لم يرد الإساءة بالإساءة وإنما كان يردّ الإساءة بالحسنة.
إرضاء الله في الأخلاق
أمر الله تعالى المسلمين أن يلتزموا بالأخلاق الحميدة، وقد فرض على الذين لا يلتزموا فيها عقاب أليم، كما وعد الذين يلتزمون فيها الدخول في الجنة، وذلك لأن لها أثر مهم وكبير على الفرد والمجتمع، ومن الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام:
حفظ اللسان
من أهمّ الأخلاق التي دعا الإسلام إليها هي حفظ اللسان؛ حيث إنّه نهى عن الغيبة والنميمة والتحدّث في أعراض الناس، وذلك لما لهذه الصفات السيئة من أثر سلبي ونشر الكره بين الناس؛ حيث يقول في القرآن الكريم:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”، كما توجد في القرآن الكريم سورة تنهى عن خلق اللمز والهمز والاستهزاء بالناس، وتُحذّر من الوقوع في مثل هذا الخلق وهي سورة الهمزة، حيث يقول الله تعالى:”ويل لكل همزة لمزة”.
بر الوالدين
من أهمّ الأخلاق الإسلامية هو خلق بر الوالدين، وقد نهى الله تعالى في كتابه العزيز عن عقوقها، وأمر ببرهما والاعتناء بهما خاصّةً بعد كبرهما، وذلك رداً لجميلهما وحسن تربيتهما للإنسان وهو صغير، فقد تحمّلا الكثير من المشقة والعناء في سبيل تربية وإسعاد أبنائهما؛ حيث يقول الله في القرآن الكريم:”وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، كما اعتبر الإسلام أنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي يعاقب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد أشار أيضاً إلى الثواب الذي يناله إذا أحسن إليهما ورعاهما.
الصدق
لقد أمر الله تعالى ورسوله المسلمين بالصدق في جميع الأقوال والأفعال؛ حيث إنّ المسلم يصدق في معاملاته ويصدق في بيعه وشرائه ويصدق في حديثه، كما أنه لا يخلف وعده ولا يضيع أمانته.