أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة
أثقل ما يوضع في الميزان
يعدّ حسن الخلق أثقل ما يتمّ وضعه في الميزان يوم القيامة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق”، لذلك يجب على كل إنسان أن يتحلى بالصفات والأخلاق الحميدة، التي تكون الأساس في الفوز بجنان النعيم يوم القيامة، وذلك إقتداءً وامتثالاً لما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.
حُسْن الخلق
حسن الخلق يتمثّل في تعامل الإنسان على أساس من المودّة والمحبة والرحمة والعطف على الآخرين، والابتعاد والكف عن التسبّب في إلحاق الضرر والأذى بهم، ونظراً للأهمية العظيمة لحسن الخلق، فقد حثّ عليه ديننا الحنيف وأمرنا بالالتزام به، وتكمن أهميته في جعل الإنسان مقبول ومحبوب من قبل الجميع، وإعطاء غير المسلمين فكرة صحيحة وحسنة عن الدين الإسلامي.
دلائل حُسْن الخلق
تحمل أذى الآخرين والصبر عليهم، وتجنب التلفظ بالإساءة لهم والتمتع بحلاوة اللسان، كل هذه الأمر من حسن خلق الذي يجب أن يتمتع به الإنسان، وقد وردت أحاديث وأدلّة كثيرة تحثّ على التحلّي بحسن الخلق، وقيام الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بحث أصحابه على حسن الخلق، فقد قام الرسول الكريم بتوصية أبو هريرة بوصية ذات كمية ودلالة عظيمة، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “يا أبا هريرة، عليك بحسن الخلق”، فقال له أبو هريرة: وما حسن الخلق يا رسول الله؟ فرد عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم:” أن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك وأن تعطي من حرمك”، عند التأمل في هذه الوصية، يستشعر الإنسان بعظمة الدين الإسلامي، التي تتجلّى في مقابلة الإساءة بالحسنة، والابتعاد عن البغضاء والحقد للآخرين، حتّى في حالة تسببهم في إلحاق الضرر والأذى لهم، وتعزيز المحبة والمودة بين جميع الناس.
عندما يتحلّى أشرف الخلق والمرسلين بحسن الخلق، فإن ذلك أهم دليل عليه وجوب التحلي بذلك، فقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صل الله عليه وسلم، بهذا الخلق العظيم والحسن، فشخصيته جمعت الصفات العظيمة والحميدة ومكارم الأخلاق، وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم لقوله تعالى:” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، فهذه الآية أكبر دليل على ما كان يتحلّى به رسولنا الكريم من حسن الخلق.
صفات حَسَنْ الخلق
هنالك الكثير من الصفات والأعمال التي يقوم بها الإنسان، لكي يتحلى بحسن الخلق ويكسب الأجر والثواب العظيم من ذلك، كطاعة الوالدين والبر بهما، والتحلي بالصبر والإيمان عند المصائب والعقبات التي يتعرض لها في حياته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقصير اللسان في الحديث عن الآخرين، والتحلّي بالصدق والأمانة في التعامل مع الآخرين، الدفاع عن الدين الإسلامي والتصدّي لكلّ من يعترض له، الالتزام بأداء كل ما فرضه الله تعالى عليه من الطاعات، تجنب الوقوع في المعاصي وملذات الدنيا، نصرة المظلومين والدفاع عنهم وغيرها من الأخلاق والصفات الحميدة.