لماذا سميت الكعبة بالبيت الحرام
يستقبل المسلمون في صلاتهم كلّ يومِ الكعبةَ المشرّفة ، وهذهِ الكعبة جعلها الله جلّ جلاله قبلةً لنا ومسجداً من أفضل المساجد التي تتضاعف فيها اجور المصلّين والقائمين والعابدين ، وفي بادئ الأمر كانَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والمسلمون معهُ يستقبلون المسجد الأقصى في صلاتهم ، فالمسجد الأقصى يسمّى لدينا في الإسلام أولى القبتين وثالث الحرمين الشريفين ، ولكن تحوّلت القبلة إلى الكعبَة المُشرّفة ، التي يقصدها المسلمون من كلّ أرجاء الأرض طلباً للأجر وحصول البركة والخير.
معنى الكعبة وأسرارها
وتُسمّى الكعبة بهذا الاسم لأنّها مكعّبة الشكل ولأنّها بارزة عن الأرض أيضاً، والكعبة المشرّفة لها من الأسرار العظيمة التي نعرف بعضها ويخفى عنّا كثير منها ، ومنها ماء زمزم الذي فجّرهُ الله بمعجزةٍ كريمة ، فمكّة المكرّمة أمّ القرى وما حولها ، والكعبة أسّست قواعدها الملائكة مع سيّدنا آدم ورفَعَ سيّدنا ابراهيم القواعد من البيت وابنهُ اسماعيل عليه السلام ، وفي الكعبة المشرّفة حجر من أطهر الحجارة على وجه الأرض ، وهو الحجر الأسود ، الذي قبّلهُ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فنحنُ نقبّلهُ اقتداءاً بفعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
سبب تسمية الكعبة البيت الحرام
والكعبة المشرّفة جعلها اللهُ حرَماً آمناً ، فهذا البيت وهذهِ الكعبة هي بيتٌ حرام ، فلا تُستحلّ فيهِ الحرمات ولا يؤذى فيهِ الإنسان ولا الطير ولا النبات ولا الحيوان ، فقد قال الله عزَّ وجلّ في محكم التنزيل : (( جعّلَ اللهُ الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناس )) سورة المائدة ، فقد وصَف الله عزَّ وجلَّ الكعبةَ المُشرّفة بالبيت الحرام ، وهذا القانون الالهي لهذهِ البقعة المباركة هو تشريفٌ وتكريمٌ لها ، فأن تصِفَ مكاناً ما بأنّهُ حرام هو في غاية التقديس والتشريف ، وكلمة الحرام تعني كلَّ أمرٍ يكون فيه تعظيمٌ للبيت ، فبتحريم البيت يكون الأمن والأمان ، كيف لا وإيذاء شجرِهِ حرام ، والاعتداء على أهلهِ حرام ، والاعتداء على الطير حرام ، وحتّى العبث بحجارتهِ وبنائه بقصد العبث والإيذاء ، والقتال عند الحرم أو الكعبة أمرٌ مُحرّم ، وحتّى الأنعام لا يجوز الإعتداء عليها ، فأيُّ تكريمٍ وتشرفٍ لمكانٍ في العالم مثل هذا المكان ، فإنّها عند ذلك بلا شكّ أكثر البقع أماناً حتّى الطير يجول في سمائها لا يخشى صيداً ولا عبثاً ، فأنت تراها وأنت عند الكعبة المشرّفة تحلّق وتنزل على الأرض بسلامٍ وأمنٍ لأنّها أمِنت على نفسها وعلى رزقها بسبب جعل هذهِ الكعبة أرضاً حَرَماً.