ما معنى الإيمان بالله

أركان الإيمان

تعدّ العقيدة الإسلاميّة من أهمّ العلوم على الإطلاق، ومن أوجب العلوم الواجب على المسلم العلم بها وبأحكامها، فهي العلم الأوّل الذي علّمه الله -تعالى- لرسوله الكريم، وهو الذي يندرج تحته باقي العلوم، وحتى يتعلّم المسلم علم العقيدة عليه قبل ذلك أن يتعلّم أركان الإيمان، وهي ستّة أركان، وهم: الإيمان بالله تعالى، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماويّة، والإيمان بالرّسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشرّه، وهي من الأعمال القلبيّة؛ لأنّ مكانها القلب، أي من باطن الإنسان.[١][٢]

مفهوم الإيمان بالله

يعدّ الرّكن الأوّل من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالله تعالى، من أعظم الأركان، وأكثرها أساساً، فالله -تعالى- أمر عباده بالإيمان به، وتوحيده، وعبادته حقّ العبادة، وعدم الشّرك به وعبادة غيره، فالإيمان بالله -تعالى- هو سبيل النّجاة والفلاح لمن يتمسّك به، وهو سبيل الخسران لمن يتركه، قال تعالى:(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[٣]، والإيمان بالله -تعالى- مكانه القلب، ويظهر أثر تحقيقه من خلال أقوال المسلم وأفعال جوارحه، ومن الجدير بالذكر أن مفهوم الإيمان بالله -تعالى- يتضمنّ أربعة مفاهيم يجب على المسلم الإيمان بها؛ حتّى يتحقّق إيمانه بالله، وهذه المفاهيم هي:[٤]

  • أن يؤمن المسلم بوجود الله تعالى: فالفطرة التي وُلد الإنسان عليها، تدلّ على وجود الله، فكل إنسان يولد على فطرة الإيمان بالله، وتأتي هذه الفطرة للإنسان دون جهدٍ، أو سبقٍ في التّعليم، أمّا العقل الذي وهبه الله -تعالى- للإنسان فيدلّ كذلك على وجود الله تعالى، فكل هذه المخلوقات الموجودة على وجه الكرة الأرضية لا بدّ لها من خالق، ولا يمكن أن تكون قد وُجِدت من خلال الصّدفة، أمّا الحسّ فيدلّ على وجود الله -تعالى- من خلال أمرين؛ أوّلهما: أنّ في القرآن الكريم ما يدلّنا على دعوة الرسل إلى ربّهم ومناجاتهم إيّاه، وثانيهما: أنّ ما ورد من المعجزات التي أيّد الله -تعالى- بها الأنبياء تدلّ قطعاً على وجود من أرسلها، وهو الله؛ حيث إنّ هذه المعجزات لا يمكن للبشر الإتيان بها، أمّا الشّرع فيدلّ على وجود الله من خلال الكتب السّماوية التي تدلّ على ذلك، من خلال ما جاءت به من أحكامٍ وأخبار.
  • أن يؤمن المسلم بربوبيّة الله: وذلك باعتقاده اعتقاداً تامّاً أنّ الله -تعالى- هو خالق العباد، وهو المدبّر لشؤونهم، وهو المنفرد برزقهم وإحيائهم وإماتتهم، ولا أحد يشاركه في ذلك، قال تعالى:(أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ تَبارَكَ اللَّـهُ رَبُّ العالَمينَ)[٥]
  • أن يؤمن المسلم بألوهيّة الله: وهو توحيد العبادة، والمقصود فيه أن يُفرد المسلم الله -تعالى- بالعبادة، وهنا تكون العبادة بشتّى أنواعها لله، وليست لأحد سِواه.
  • أن يؤمن المسلم بصفات الله -تعالى- وأسمائه: فأسماء الله -تعالى- تتضمن كذلك على صفاته، فعلى سبيل المثال اسم الله الكريم، فيه صفة الكرم، واسمه الرّحمن تشتقّ منه صفة الرّحمة، وصفات الله -تعالى- لا تشبه صفات أيّ أحد من الخلق، فعلى المسلم أن يؤمن بهذه الأسماء والصفات التي أثبتها الله في كتابه، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.

الوسائل المعينة على تقوية الإيمان

حتّى يكون إيمان المسلم قويّاً، وثابتاً، وراسخاً في قلبه، هناك بعض الوسائل التي لو اتّبعها زادت قوّة إيمانه، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الوسائل:[٦]

  • اتّقاء الله: وذلك بالالتزام بفعل ما أمر الله -تعالى- به، والامتناع عن فعل ما نهى عنه، فيعبد المسلم الله ويطيعه، ويحذر من ارتكاب المعاصي والذّنوب، ويستحضر فكرة أنّ الله -تعالى- يراقبه ويعلم ما يفعل في سرّه وجهره، وكلما زاد المسلم من فعل الطّاعات؛ قَوِيَ إيمانه وزاد، وكلّما ارتكب مزيداً من المعاصي والذّنوب؛ نقص إيمانه.
  • معرفة الله: وذلك بعلم المسلم أنّ الله هو الذي خلقه في أحسن صورة، وهو الذي يرزقه ويدبّر أموره ويرحمه، وهو الذي أنعم عليه بنعمة الإسلام، وهو الذي يقضي حوائجه، فكلّما زادت معرفة المسلم بالله قَوِيَ إيمانه به، وبالتّالي تقرّب إليه أكثر.
  • الحرص على أداء الصّلاة: وذلك بإقامتها وفقاً لشروطها وأركانها، وفي أوقاتها المحدّدة، فالصّلاة هي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام؛ ممّا يدلّ على أهميّتها وعِظم أمرها، وهي أيضاً الرّابط القويّ بين العبد وربّه، فعلى الإنسان أن يحرص على أدائها بالشّكل الصّحيح، مع الطّمأنينة والخشوع فيها، فهي السّبيل لسعادة المسلم، وتقوية صلته بالله.
  • تلاوة القرآن الكريم: وتكون التّلاوة بتدبّر الآيات، وفهم معانيها، واستشعارها، وإسقاط تلك المعاني على جوانب الحياة، ويلزم كلّ ذلك أن يتلو المسلم القرآن الكريم بهدوءٍ، وطمأنينةٍ، وخشوعٍ.
  • الإكثار من ذكر الله: فمن يذكر الله يذكره الله فيمن عنده، ويشعر الذاكر بالسّعادة، والحلاوة في الحياة، لذلك على المسلم أن يكثر من الذّكر، وأن يستمرّ في ذلك.
  • تعلّم العلم الشّرعيّ: فالعلوم الشّرعيّة سببٌ قويٌّ لتجديد الإيمان؛ فالمسلم عندما يحرص على تعلّمها يتّضح تفكيره، ويزداد علمه، ممّا يؤدّي لزيادة إيمانه.

الآثار المترتبة على الإيمان

هناك العديد من الآثار والثّمار التي تترتّب على إيمان العبد بالله تعالى، والتي تعود عليه بالخير في حياته، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الآثار:[٧]

  • الشّعور بالسّعادة، والطّمأنينة في الحياة، فيحيا الإنسان المؤمن بالله -تعالى- حياة طيّبةً.
  • توفيق الله -تعالى- للمؤمن في شتّى مناحي حياته، وهدايته للطّريق الصّحيح.
  • بثّ الأمن في النّفوس وفي المجتمعات، وبالتّالي عدم الخوف.
  • إكثار المسلم من أداء الأعمال الصّالحة، تقرّباً إلى الله -تعالى- وابتغاء مرضاته، ورغبةً في المزيد من الأجر والثّواب.
  • ثبات الإنسان المؤمن في الدّنيا على كلّ ما يمرّ به من فتنٍ يتعرّض لها.

المراجع

  1. الشيخ مثنى الزيدي (1-12-2010)، “الإيمان بالله تعالى”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  2. “أركان الإسلام وأركان الإيمان”، www.islamweb.net، 14-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 256.
  4. د.أمين الشقاوي (20-6-2015)، “الإيمان بالله”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية: 54.
  6. حسين الحسنية، “مقوّمات تجديد الإيمان في القلوب”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  7. “آثار الإيمان في حياة المسلم”، www.islamweb.net، 15-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.