تعريف أصول الدين
لكلّ شيءٍ أصولٌ ثابتة وراسخة لا يستقيم إلاّ بها ، وتتفرّع من هذه الأصول الفروع والجزئيات الثانويّة التي هيَ امتدادٌ للأصل وفرعٌ منه.
وبلا شكّ أنّ لهذا الدّين الإسلاميّ العظيم أصولٌ ثابتةُ راسخة ، هي عِمادُ هذا الدّين وقوامه ، والشهادة بوحدانيّة الله عزّ وجلّ ، وأنّه لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله هي أول أصلٍ في هذا الدّين ، وبها يكون المرء مسلماً ، إذن فأصول الدّين هي الثوابت الراسخة والقواعد الأساسيّة ، والبناء الأول لهذا الدّين.
وإذا أردنا أن نتحدّث عن أصول الدّين كانَ لِزاماً علينا أن نتطرّق إلى الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم والذي يبيّن فيه أصول الدّين وأساسه وإليكم نصّ الحديث :عن عمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه قال : ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب . شديد سواد الشعر . لا يرى عليه أثر السفر . ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فاسند ركبتيه إلى ركبتيه . ووضع كفيه على فخذيه . وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتقيم الصلاة . وتؤتي الزكاة . وتصوم رمضان . وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا ” قال : صدقت . قال فعجبنا له . يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : ” أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر . وتؤمن بالقدر خيره وشره ” قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال : ” أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ” . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ” ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ” قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : ” أن تلد الأمة ربتها . وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ” . قال ثم انطلق . فلبثت مليا . ثم قال لي : ” يا عمر ! أتدري من السائل ؟ ” قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )).
وهذا الحديث هو من الأحاديث التي يقوم عليها الدّين ، ويعدّ من الأحاديث التي شرَحت أصول الدّين بالشكل الوافي والكافي لما يحتويه من التوحيد لله عزّ وجلّ ، وأركان الإسلام ، وأركان الإيمان.