مفهوم الصداقة في الإسلام
الصداقة
الصداقة هي علاقة اجتماعيّة تكون ما بين فردين أو أكثر قائمة على المحبّة والمودّة المتبادلة، حيث إنّ الصداقة شيء مهمّ في الحياة؛ فأي إنسان يحتاج إلى أصدقاء يبادلونهم الأحاسيس والمشاعر بهدف التعاون وتوفير المؤانسة، والسير في الحياة باستقامة وفضيلة وتبادل الإرشاد والنصائح الإيجابيّة وترك المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف واتباعه، كما أنّ نجاح الصداقة الحقيقيّة واستمرارها يعتمد على الصدق، حيث اهتم الدين الإسلامي بالصداقة وذُكرت بالقرآن الكريم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [سورة الحجرات:13].
الحبّ في الله
الحبّ في الله من أعظم أنواع الصداقة في الاسلام، وذلك بأن تكون المحبّة خالصة لله تعالى خالية من أيّ مصلحة من مصالح الدنيا، بل قائمة على الصلاح والتقوى، حيث ذُكر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه أخبر الناس أنّ من أحبّ شخصاً يجب أن يخبره، وذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه)[سنن أبي داوود].
نصائح لاختيار الصديق
- الامتحان أو الاختبار: عندما يريد الشخص اختيار صديق له يجب أن يمتحنه بمواقف معيّنة، حيث إنّ الامتحان يُبيّن مدى قدرة الصديق على المساعدة عند الحاجة.
- الشدائد والمصائب: حيث يقول المثل المشهور “الصديق وقت الضيق” ، ولذلك فالصديق الصادق يظهر وقت المحن والشدائد، ممّا يدل على قوّة الصداقة ومتانتها.
- الغضب: يُمكن اختيار الصديق بعد معرفة موقفه عند الغضب؛ فالبعض يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالات الغضب، وقد يسلكون بطريقة سلبيّة، ولذلك فإنّه لا يمكن اتخاذهم أصدقاء.
- السفر: يعتبر السفر من أفضل الطرق التي يُمكن فيها اختبار الصديق ومعرفته على حقيقته، ففي السفر يُرفع التصنّع والتكلّف ويكون كلّ إنسان على حقيقته.
- الصبر: لاختيار الصديق يجب قياس مدى تحمّله وصبره؛ فإن كان يتمتع بالصبر فهو صديق جيّد.
صفات الصَّديق الجيد
- أن يتسم بالخُلق والدِّين والسمعة الطيّبة والذِّكر الحَسن بين الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة) [رواه البخاري].
- أن يتسم بسلامة التفكير وحكمة العقل وسوية الطباع؛ ليكون مُعيناً جيداً على اتخاذ القرار والإرشاد إلى الخير والفلاح.
- أن يكون قريباً في العُمر والوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ حتى لا تحدث أيّ فروقاتٍ تسبّب نوعاً من الإحراج ومجاراة الآخر.
- أن يتمتع بالصدق والإخلاص والوفاء وتقديم العون والدعم الماديّ والمعنويّ لصديقه في وقت الأزمات.