العدالة في الإسلام

حرص الإسلام على إقامة مُجتمعٍ إسلاميٍّ تسوده المحبّة والتماسك والترابط، وفي سبيل تحقيق ذلك فقد نظم العلاقات الاجتماعية التي تربط أبناء المجتمع المسلم على أساس العدالة التي تسيطر على مظاهر العلاقات والسلوك بين كل أبناء المجتمع المسلم مهما كان دينهم أو مُعتقدهم،
وتعرف العدالة بأنها تمتُّع جميع أفراد المُجتمع بحقوقهم، والتزامهم بواجباتهم، بغضِّ النظر عن دينهم، أو عرقهم، أو لونهم، أو مكانتهم الاجتماعيَّة، والعدالة في الإسلام لا تُطبَّق فقط على المُسلمين، وإنَّما جُعِلت لجميع أفراد المُجتمع بغضِّ النظر عن مُعتقداتهم.

مظاهر العدل في الإسلام

الحكم: بتبنّي سياسة عادلة في شتى مجالات الحكم، وفي مُختلف أنماط الحياة.
النظام الأسري: بتنظيم الأسرة على أسس من العدل في العلاقات التي تنظّم علاقات الزوجين ببعضهم البعض، وعلاقتهم بأبنائهم ضمن منظومة الحقوق والواجبات التي تُمثّل الطابع المميّز للأسرة المسلمة.
العلاقات العامّة مع الناس: سواء كان ذلك في علاقات المسلمين مع بعضهم، أو في علاقاتهم مع غيرهم.
العدل في المعاملات الماليَّة: بمختلف أنواعها وأشكالها؛ بيعاً، وشراءً، وإيجاراً ورهناً.
العدل في فرص العمل والتوظيف: والعدل في معايير توزيع الثروة، وهذا ما يعرف بالعدالة الاجتماعيَّة في الإسلام.

معايير العدالة الاجتماعية في الإسلام

التحرر الوجداني المطلق: يدخل في التحرر الوجداني عدم الإكراه في الدين، وكفالة حرية التدين والاعتقاد، وقد عمل الإسلام على إزالة العقبات التي تحول بين الإنسان ونداءات فطرته السليمة؛ أي تحرره من الخضوع لغير الله.
المساواة الإنسانيَّة الكاملة: وذلك في مجال الحقوق والواجبات، فالنّاس كلهم سواسية في ذلك، ومن ذلك تساويهم أمام القانون، ولقد سطَّر رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في ذلك عندما قال (أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلَكم : أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها) [صحيح البخاري]، وعبر عن ذلك خير تعبير الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وبَّخ عمرو بن العاص وابنه نتيجة إهانة ابنه للقبطي، وطلب من القبطيّ أن يقتص بنفسه من عمرو بن العاص وابنه، وقال عمر رضي الله عنه مُعقباً على هذه الحادثة: (متى استعبدتم النَّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
التكافل الاجتماعي: هو نظام يهدف إلى تحقيق الكفاية الماديَّة والمعنويَّة للمحتاج في المجتمع المسلم.

أهمية العدالة في الإسلام

إنّ من أهم عوامل سرعة انتشار الإسلام، هو منظمة العلاقات التي تقوم على العدل والمساواة والأخلاق الرفيعة، فنجد بلداناً قد دخلت في الإسلام من غير قتال او إكراه، وإنَّما فقط من أخلاق التجار المسلمين في معاملاتهم القائمة أصلاً على العدل والمساواة والصدق والرحمة والإخلاص، ولو نظرنا اليوم إلى تصرفات بعض الفئات المحسوبة على الإسلام لوجدنا أنها تعطي صورة منفرة عن الإسلام، لأسباب عديدة عنوانها الرئيسي الجهل.