خصائص الفقه الإسلامي

الفقه الإسلامي

الفقه الإسلامي هو مجموعةُ الأحكام التشريعيّة المستمدّة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، التي توجب على الفرد المسلم أن يقوم بها كالصلاة والزكاة والصوم والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافةً إلى النهي عن المُحرّمات كالزّنا وشرب الخمر وأكل الميتة.

يتّسم الفقه الإسلامي بمجموعةٍ من الخصائص التي جعلته يتميّز عن غيره من التشريعات الدينية أو الوضعية، فالدين الإسلامي هو عالمي، أوكلت رسالته في الدنيا إلى سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، لذلك نجد أنّ تشريعاته وأحكامه مناسبةً للبشر، غير منافية لطبيعتهم البشرية وفي الوقت ذاته تهذّبهم على الصعيد الأخلاقي.

أهم خصائص الفقه الإسلامي

ثبات الأحكام والتشريعات

اهتمّ المسلمون زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد الخلفاء الراشدين بحفظ القرآن الكريم وسنة رسول الله، لذلك نجد أن النصوص التشريعيّة محفوظة حفظاً دقيقاً، غير قابلة للضياع أو التحريف والتزوير. تُعتبر أحكام الفقه الإسلاميّ ثابتةً غير قابلة للتغيير نظراً إلى كونها مستمدّةً من مصادر ثابتة حرفيّاً وفكرياً، فما تمّ البتّ فيه أثناء حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه حرام ما زالت حرمته قائمة حتى يومنا هذا، وكذلك بالنسبة للحلال والبت في القضايا الدنيوية والدينية.

لا يُنكر الفقه الإسلامي التطوّر والتغيير الذي يحصل في حياة الأفراد، إلا أنه نص على مجموعةٍ من التّشريعات والأحكام التي لا تتبدّل ولا تتغير وهي ثابتة ثبوت الأزل، لا يمكن أن تتغيّر بتغير الزمان أو المكان.

سمو الغاية والأهداف

الفقه الإسلامي يسعى إلى تَحقيق أهدافٍ مُعيّنة في المجتمع الذي يحكم فيه، فهو يحاول أن يُحقّق ما يُرضي الجماعات المسلمة وفي الوقت ذاته يُحقّق التناغم والانسجام بين الجماعات المسلمة وغير المسلمة في المجتمع ذاته، لذلك نجد أنّ أهدافه سامية تُعزّز الوعي الاجتماعي لدى الأفراد، وتقبل الآخرين، وتحترم الملكيّة العامة والخاصة، وتحثّ على رعاية المرضى والمساكين والمحتاجين والأيتام وأبناء السبيل، وهو دين يُعلي من قيمة المرأة في المجتمع ويُعزّز دورها، لا فرق لديه بين الحكّام والفقراء إلا بالتقوى. جميع أهداف الفقه الإسلامي تتميز بالسمو والعلو والرفعة وذلك يُحقّق حالةً من الرّضا والراحة النفسيّة لدى الفرد، وحالةً من الاحترام والقبول لدى الأفراد.

الشمولية والعموم

يتميّز الفقه الإسلاميّ بالشموليّة والعموم؛ حيث إنّه يصلح لكلّ زمان ومكان، وهو يُراعي حاجاتِ الناس، لذلك تُعتبر أحكامه شموليّةً وعمومية نظراً إلى كونها تنظّم علاقة الفرد بربه، وعلاقة الفرد بأفراد مجتمعه، وعلاقة الفرد بأفراد غيره من المجتمعات بأسلوبٍ فطري، مرن، لا يُرهق الفرد أو يُخرجه عن قدراته وطاقاته.