الفرق بين الرؤيا والحلم
الحلم والرؤيا
الحلم والرؤيا هي مجموعة من الأحداث المتسلسلة منطقياً أو اعتباطياً، يراها الإنسان في منامه، وتشكل لغزاً عند صحوه فيحاول فهم دلالاتها ورمزيتها، ومن هذا المنطلق اهتم علماء مسلمون وغربيون بتفسير الأحلام والرؤى، وعملوا على وضع علم التفسير، بعد البحث وتفسير وتقسيم ومعرفة أنواع وأسباب الأحلام، ومن أشهر هؤلاء العلماء، ابن سيرين، وألفرد أدلر.
أنواع الأحلام
- الرؤيا ( الحلم الرحماني)، وأضغاث الأحلام، فالرؤيا إلهام ووحي من الله وهي تأتي بما يسر الرائي فتبشره وتشرح صدره، وقد تحدث بحذافيرها معه، ويعتمد صدق الرؤيا على صدق الرائي، وأصدق الناس حديثاً وعملاً أصدقهم رؤيا، والرؤيا عند انتهاء الزمان حاصلة واقعة، وهي جزء من أجزاء النبوة الست وأربعين، قال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم من ستة وأربعين جزءاً من النبوة”، ومن الجدير ذكره أن الرؤيا الصادقة ارتبطت بالأنبياء والصالحين ومن تبعهم إلى يوم الدين، وقد قيل في الرؤيا إنها من الله هدفها تبشير الفرد بخير أو تحذيره من شر واقع في المستقبل، ويجب حمد الله على كل الأمور.
- أضغاث الأحلام كما سماها سيدنا علي -كرم الله وجهه-، وهي أقسام : منها ما هو من الشيطان ليدب الخوف والحزن في جوف المؤمن ويزعزع إيمانه، ومنه ما يرى المؤمن الشر في الخير، على غير العادة، والقسم الثالث: أن يرى الفرد ما شغل عقله في يقظته واقع في الأحلام، وهذا ما اتجه إليه علماء النفس على أنه تفريغ اللاوعي من شدة الضغط والتفكير، فيقوم العقل بتشكيل الحلم للتخلص من هذا الضغط، ومن الباحثين ما اعتبر القسم الثالث نوع من الأحلام وليس انبثاقاً من أضغاث الأحلام، ولا ضير في ذلك وهذا ما ذهب إليه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- فقال: “والرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره؛ فليقم فليصلِّ ولا يحدث بها الناس .
آداب الرؤيا الصالحة والحلم
وهنالك آدابٌ للرؤيا الصالحة:
- أن نحمد الله على ما رأيناه.
- الاستبشار خيراً بحدوث الخير.
- أن نحدث ونخبر أحبابنا بما رأينا دون من يكرهنا.
- وكما للرؤيا آداب، فللحلم (أضغاث الأحلام) آداب، وأهمها:
- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر الرؤيا وما فيها.
- أن يتفل الفرد عن شماله ثلاثاً.
- ألاّ يخبر الفرد أحداً بما رأى.
- أن يسرع ويصلي لوجه الكريم.
- تحول الفرد عن جنبه، قال -صلى الله عليه وسلم-: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه”.
الرؤيا وأضغاث الأحلام جميعها من عند الله، ونسبنا الرؤيا التي هي خير لله تعظيماً واحتراماً وإجلالاً وتأدباً مع الله الذي أمره كله خير، ونسبنا أضغاث الأحلام للشيطان الذي هو شر وعاقبته شر، فجعل الله في مناماتكم راحة، وفي أحلامكم سعادة، وعاقبتكم دار المقامة.