ما هو الفقه
كانت القبائل العربيّة قبل الإسلام تعيش في الجزيرة العربيّة عصر جاهليّةٍ إلى أن جاء الإسلام ونظّم حياتهم ورسم لهم منهاج حياة قائم على العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، فلم يترك أمراً من الأمور اليوميّة إلّا وعالجها؛ فالقرآن الكريم هو دستور حياة للناس أجمعين في مختلف أرجاء المعمورة؛ لأنّه دستور ربّاني، ومن رسم هذه الأسس للخلق هو خالقهم، وتوفّرت بهذا الدستور أسرار وحقائق الكون بما فيه الإنسان ليكون صالحاً لكلّ مكانٍ وزمان؛ فالقرآن سابق لكلّ علم، وكلّما تعرّف العلماء على حقيقة في هذا الكون نجد بأنّها قد وجدت في آيات القرآن الكريم؛ فسبحان الله العظيم الّذي ليس فوق علمه علم.
ما هو الفقه
المعنى اللغوي للفقه هو الفهم الجيّد بالشيء والتمكّن منه. إلّا أنّ هذا المصطلح أصبح مقصوراً على علوم الدين الإسلاميّ نظراً لأهميّة هذا الدين وعظمته، فعندما نقول فلان فقيه يتبادر إلى أذهان المستمعين بأنّه فقيه بأمور الدين.
وإنّ علم الفقه هو روح الشّريعة الإسلاميّة وأساسها الأوّل، ومن يعمل بعلم الفقه هم أصحاب المعرفة التامّة بالدّين الإسلامي، ويتمتّعون ببصيرة نافذة وعقل راجح.
ففي بداية الدعوة الإسلامية كانت قضايا العقيدة هي الأولى بالمعرفة، وكان علم الفقه علماً شموليّاً للدين كلّه، فكان يهتمّ بالأصول لا بالفروع لكون الإسلام جاء بالتدريج، ولا بدّ بدايةً من حفظ الآيات القرآنية والسنن النبويّة الشريفة والعبادات.
وبعد وفاة رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- الّذي كان هو المرجع للمسلمين بكلّ قضاياهم، تولّى أصحاب الرسول الكريم مسؤوليّة المرجعيّة لأمور الدين وبدؤوا تدوين أحكامهم الشرعية معتمدين على القرآن الكريم أولاً، والسنّة النبويّة الشريفة ثانياً، وما ورد أو أقرّ من قبل رسولنا الكريم، وإذا وجد أمراً أو مسالة لم يرد مثيلها بالتاريخ الإسلامي يتمّ الحكم فيها بإجماع العلماء المسلمين، فقد كان للعقل دورٌ مرخّص به بمجال الأحكام الشرعيّة.
المذاهب الإسلاميّة
بعد توسّع رقعة الدولة الإسلاميّة ظهرت مدارس بمدنٍ معيّنة؛ كالمدينة المنوّرة، والكوفة، والحجاز، وبعد أن دوّن القرآن الكريم والسنّة النبويّة وأحكام التابعين ظهرت أربعة مذاهب إسلاميّة متّفقة تماماً بمناهجها وبأصولها مع وجود بعض الاجتهادات في تفسير بعض الوقائع وهي:
- المذهب الحنفي: واسمه أيضاً مذهب أهل الرأي، وهو المذهب الأكثر انتشاراً، وصاحبه أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، واعتمد في مذهبه على القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، والقياس والاجتهاد والإجماع، ويعدّ العثمانيّون أوّل من اتّخذ المذهب الحنفي المذهب الرسمي عندهم، لذلك كان أكثر انتشاراً في المناطق الّتي هي تحت سيطرت الدولة العثمانيّة.
- المذهب الشافعي: وصاحبه محمّد بن إدريس الشافعي، وينتشر في كثيرٍ من المناطق منها: السعوديّة، والأردن، وإندونيسيا، وماليزيا.
- المذهب الحنبلي: يُنسب هذا المذهب إلى الإمام أحمد بن حنبل، انتشر مذهبه في بغداد ونواحي العراق، وجمع السنّة وحفظها حتّى أصبح إمام المحدثين في عصره.
- المذهب المالكي: وينسب إلى الإمام مالك، اعتمد في مذهبه على القرآن والسنّة وفقهاء الصحابة والتابعين.