احترام الأديان في الإسلام

تعريف الأديان

الدين بمفهومه العام هو اعتقاد قداسة ذاتٍ معيّنةٍ، تنبثق عنها مجموعة السلوكيات التي تدلّ على الخضوع والاستسلام لتلك الذّات المقدّسة ذلّاً وحبّاً، ورغبةً ورهبةً، والدين بهذا المفهوم يشمل كلّ ذاتٍ مقدسّةٍ عُبِدت بحقٍّ أو باطلٍ، وكلّ ما كان له أصلٌ سماويٌ صحيحٌ، أو أصلُ سماويٌ تعرّض للعبث، وتشمل كذلك الأديان الوضعية التي لا صلة لها بالوحي، وذا التّعريف متّسقٌ مع دلالة الدين في اللغة، والتي تعني الانقياد والطاعة.[١]

مظاهر احترام الأديان في الإسلام

يظهر احترام الأديان في الإسلام من خلال جملةٍ من الحقائق الشرعية، ومنها:

الإيمان بجميع الرسل

عدّ الإسلام الإيمان برسل الله -تعالى- وكتبهم جزءاً لا يتجزّأ من أركان الإيمان، والإيمان بهم يعني التصديق الجازم بأنّ الله -عزّ وجلّ- بعث في كلّ أمةٍ رسولاً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، ونبذ الشريك عنه، وكلّ الأنبياء والرّسل كرامٌ بررةٌ، حملوا أمانة الوحي، وأدّوها كما أراد الله تعالى.[٢][٣][٤]

حقوق غير المسلمين

يظهر احترام الأديان في الإسلام من خلال التشريعات والتوجيهات الشرعية التي تحفظ حقوق غير المسلمين في بلاد المسلمين، ومنها: حقّهم في توفير الحماية لهم من أيّ اعتداءٍ، ويشمل هذا الحقّ حماية أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم، كما يرى بعض الفقهاء أنّ الدولة الإسلامية مطالبةٌ بتوفير الأمان المجتمعي لهم عند بلوغهم سنّ العجز والشيخوخة، وذلك على اعتبار أنّهم رعايا في بلاد المسلمين ومن مواطنيها، ومعلومٌ أنّ من مقدمة حقوقهم احترام اختياراتهم العقدية دون إكراهٍ لهم على معتقدٍ أو إجبارٍ على الدخول في الإسلام، فقال الله عزّ وجلّ: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)،[٥] وصان الإسلام حقّهم في العمل والتملّك وممارسة النشاط التجاري، وأعطاهم الحقّ في تولّي الوظائف عدا تلك التي تقوم مهامّها على أساسٍ شرعيٍ؛ مثل: الإمامة العامة، والقضاء الشرعي، وبعض الوظائف الأخرى.[٦]

المراجع

  1. “تعريف الأديان لغةً واصطلاحاً”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.
  2. “معنى الإيمان بالرسل”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.
  3. “معنى الإيمان بالرسل”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.
  4. محمد المنجد (21-1-2002)، “حقيقة الإيمان بالرسل”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 256.
  6. مسعود صبري (13-7-2005)، “اجتهادات معاصرة حقوق غير المسلمين في المجتمع”، www.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019. بتصرّف.