الجنة ونعيمها
الجنة
حُفّت الجنة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات، لذا كان على المرء الساعي إلى الجنة الانتصار على نفسه الأمارة بالسوء، وعلى وساوس الشيطان، والالتزام بطاعة الله عزّ وجلّ وعبادته، والابتعاد عن كلّ ما حرّم. أمّا من اتبع شيطانه وشهواته وسار في طريق الحرام السهل، قاده ذلك إلى طريق جهنم والعياذ بالله. فهما طريقان لا ثالث لهما، طريقٌ صعبةٌ في الدنيا لكنّ نهايتها سعيدة، وهي جنةٌ عرضها السماوات والأرض، وطريق ممتعةٌ وسهلةٌ ولكنّ عاقبته وخيمةٌ وهي جهنم وبئس المصير.
الجنة ونعيمها
قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 97].
قبل الحديث عن جنة الآخرة لا بدّ من الحديث عن جنة الدنيا، فالمؤمن يعيش في دنياه جنةً لا يعرفها إلّا من ذاق حلاوة الإيمان، فبذكر الله تعالى وطاعته، وبالعمل الصالح تحلّق روح المؤمن في الجنان، وتشعر بالسعادة والاطمئنان. قال أحد السلف الصالح: (لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف). أما نعيم الجنة ففيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، وقد ذكر لنا القرآن الكريم ورسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم صوراً من نعيمها ونعيم أهلها.
وصف الجنة
- لها ثمانية أبوبٍ، ما بين مصراعيّ كلّ باب كما بين مكة وهجر، أو مكة وبصرى.
- لها مئة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض.
- خلودٌ لا موت فيها.
- ريحها طيبةٌ.
- ترابها المسك.
- ملاطها المسك.
- أنهارها تجري على المسك من غير أخاديد، من عسلٍ، ولبنٍ، وخمرٍ، وماءٍ.
- حصباؤها اللؤلؤ والياقوت.
- شجرها عظيمٌ، (وإنَّ في الجنَّةِ لشجرةً ، يسيرُ الرَّاكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ لا يقطعُها)[صحيح البخاري].
- ثمارها دائمةٌ وظلها.
- لا جوعٌ فيها ولا عطش، ولا تعبٌ ولاعري.
نعيم أهل الجنة
- رضوان الله تعالى عليهم، ورؤية وجهه الكريم.
- أعمارهم في الثالثة والثلاثين، جرداً مرداً، طولهم ستون ذراعاً على صورة سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام.
- حسان الوجوه.
- قلوبهم طاهرةٌ صافيةٌ، وكلامهم طيب.
- لا يُعكَّر مزاجهم ولا يسمعون كلام اللغو ولا النابي.
- زوجاتهم الحور العين ذوات الحسن والجمال، لو أطلّت إحداهنّ بوجهها على الأرض لغلب نوره نور الشمس.
- رشحهم المسك، لا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبصقون، ينعمون ولا يبأسون.
- أمشاطهم الذهب والفضة.
- آنيتهم الذهب والفضة.
- شرابهم من عين السلسبيل.
- لا تبلى الثياب ولا يفنى الشباب.
- لباسهم من الحرير الفاخر، وحلّيهم الذهب، والفضة، واللؤلؤ.
- مساكنهم الغرف والقصور والخيام، قصورهم من الذهب والفضة واللؤلؤ، خيامهم من اللؤلؤ المجوّف.
- فُرُشهم وثيرةٌ وجميلةٌ من السندس والإستبرق الفاخر.
- خدمهم كاللؤلؤ المكنون.