أول من يفيق بعد النفخ بالصور

النفخ بالصور

النفخ بالصور هو حدثٌ عظيمٌ وهول من أهوال يوم القيامة، تفزع به القلوب، وينتفض به أهل القبور، وقد وضّح لنا القرآن الكريم والسنة النبوية ما يتبع النفخ بالصور من أحداثٍ تُصيب العالم.

الصور كما جاء على لسان سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبارة عن آلة على شكل قرنٍ أوكل الله سبحانه وتعالى إلى الملك إسرافيل عليه السلام للنفخ فيه في اليوم الموعود، ومنذ أوكلت مهمة النفخ بالصور لإسرافيل عليه السلام وهو متهيئ للنفخ فيه، كلّما اقترب الزمان زاد تهيئة هذا الملك لتنفيذ أمر ربه، قال صلى الله عليه وسلم: {كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحَنى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ}.رواه الترمذي وحسّنه.

النفختان

ورد في قرآننا الكريم والسيرة النبوية الشريفة أنّ إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور نفختان: النفخة الأولى وتسمى ” نفخة الصعق” وبها يموت كل من في السموات والأرض إلا ما شاء الله أن يبقيه حياً، وتأتي النفخة الأولى على حين غفلةٍ من الناس يأتيهم وهم منشغلون بأمور الدنيا، وهم في الأسواق وهم في مجالسهم، وهم يمارسون أعمالهم اليومية المعتادة.

النفخة الثانية في الصور هي نفخة البعث ولا يُعرف متى تكون النفخة الثانية، فبعد أن يموت الخلق وتتحلّل جثثهم ولا يبقى منها إلا جزء من أصل الظهر، فينزل الله مطراً فإذا أصاب المطر هذه العظام نبت من الجسم كما تنبت النباتات فسبحان الله العظيم، فتحدث النفخة الثانية في الصور، وهي نفخة البعث فتعود الأرواح لأجسادها وتخرج الأجساد من القبور مذعورةً لا تعرف ما أصابها مسرعة إلى أرض الحشر ليوم العرض على خالق الكون ومدبر أمره.

أول من يفيق بعد النفخة الثانية في الصور

عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الناس يُصعقون يوم القيامةِ، فأكونُ أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمةٍ من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الصور”.

وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدلّ على أنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من يبعث من بني آدم وتنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأنّ إسرافيل عليه السلام يكون حياً حين يُبعث نبينا الكريم، فقال ابن كثير رحمه الله نفخة الصعق هي التي يموت بها الأحياء من أهل السماء وأهل الأرض إلا ما شاء الله، ثمّ يقبض الله أرواح الباقين، حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، تم يحيي أولاً إسرافيل لينفخ في الصور النفخة الثانية وهي نفخة البعث.