مراحل عذاب القبر

عذاب القبر

القبر هو المكان الذي يحتوي الإنسان بعد موته وحتى يوم القيامة، والقبر إمَّا أن يكون لصاحبه روضةً من رياض الجنَّة، أو يكون حفرةً من حفر النَّار، فالذي كانت أعماله صالحةً سيعيش بنعيم الجنَّة وهو بقبره، أمَّا من كانت أعماله غير صالحةٍ فسوف يعذَّب في قبره، وسيبقى يُعذَّب حتى قيام السَّاعة، لذلك يُعرف القبر بأنَّه أوّل منازل الآخرة؛ فقد قال الرَّسول الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- :”إنَّ القبر أوّلَ منازل الآخرة، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر، وإن لم ينجُ فما بعده أشدّ”، وهناك أسبابٌ تجعل صاحب القبر إمَّا يتعرَّض لعذاب القبر، أو تجعله ينجو منها، وسنذكر في هذا المقال الأسباب التي تُعرّض المتوفي لعذاب القبر، وكذلك الأسباب التي قد تنجِّيه منها.

الأسباب المقتضية لعذاب القبر

ذكر ابن القيم الأسباب المقتضيَة لعذاب القبر، والتي يمكن تقسيمها لقسمين هما:

الأسباب المجملة

يعذَّب بالقبر النَّاس بسبب جهلهم بالله سبحانه وتعالى، وارتكابهم المعاصي والأمور التي نهى عنها، وبسبب عدم طاعتهم واتّباعه بالأمور التي أمر بها، فالله سبحانه وتعالى لا يعرِّض لعذاب القبر من آمنوا به حقَّ إيمانه واتّبعوه في أمورهم، واجتنبوا معاصيه؛ فعذاب الآخرة غضبٌ من الله على الكافرين والعُصاة، فمن أغضب الله في حياته الدُّنيا ولم يتب عن كلِّ ما فعل قبل موته سيلقاه عذاب القبر؛ وذلك لشدّة سخط الله عليه ولغضبه منه.

الأسباب المفصَّلة

أخبر النَّبي – صلى الله عليه وسلَّم- عن عدَّة أسبابٍ تجعل صاحبها يعذَّب بالقبر، ومنها:

  • النَّميمة.
  • عدم الاستنزاه من البول.
  • الكذب والزُّور.
  • الغلول: وهو الأخذ من مال بيت المسلمين.
  • أكل الرِّبا.

الأسباب المنجية من عذاب القبر

  • الموت نتيجة مرض البطن.
  • الاستعاذة بالله من عذاب القبر بعد أداء كلِّ صلاة.
  • من مات مجاهداً في سبيل الله.
  • الموت في يوم الجمعة أو في ليلتها.
  • ترك النَّميمة والحفاظ على الطَّهارة والاستنزاه من البول، فعندما مرَّ الرَّسول على قبرين وكان صاحباهما يعذبان قال: “إنَّهما يعذَّبان وما يعذَّبان بكبير، أمَّا هذا فكان لا يستنزه من البول، وأمَّا هذا فكان يمشي بالنَّميمة” .
  • قراءة سورة الملك قبل النَّوم كلَّ ليلة، فقال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر”

مراحل عذاب القبر

عندما يوضع الإنسان في قبره تبدأ أول مراحل الآخرة كما ذكرت سابقاً، ويأتيه الملكان الموكلان به ويسألانه أسئلةً تتعلّق بالتوحيد والعقيدة، فيسألان الميت عمّا كان يؤمن به في حياته الدُّنيا، وعن ربِّه، وعن الدِّين، والنَّبيّ؛ فإذا أجابهم بخير كان ذلك خيراً له، وإذا لم يجبهم فإنَّهم يضربونه ضرباً شديداً قوياً، وإذا كان الميت من أهل الخير والصَّلاح كانت الملائكة التي تأتي إليه بيض الوجوه، أمّا إذا كان من أهل الفساد كانت ملائكته سود الوجوه.