تعريف التوكل
تعريف التوكل
التوكل هو الاعتماد، وإضافته إلى الله سبحانه وتعالى هو الاعتماد على الله مقروناً بالأخذ بالأسباب، وهذه ما يميّزه عن التواكل الذي هو إظهار الاعتماد على الله وادعاؤه، ولكن دون الأخذ بالأسباب والأوّل واجب على المسلم، والثاني منهيّ عنه، وللتوكل مجالات، وله آثار أيضاً
مجالات التوكل
يشمل التوكل كل شؤون حياة المسلم، في العمل، والسعي لطلب الرزق، وفي الدفاع عن نفسه، وحماية وطنه، ونشر دعوته فهي صفة عامًة للحياة، فمن تمام إيمان المسلم حسن توكله على الله، وإسناد الفضل كلّه إليه في كلّ شؤون الحياة، مع قرن كلّ ذلك بحسن الأخذ بالأسباب، بل إنّ حسن الأخذ بالأسباب هو من لوازم التوكّل على الله، والتوكّل يتعلّق بالاعتقاد الذي يصاحب الأخذ بالأسباب فالمسلم عليه إحسان الأخذ بالأسباب، وغرس اعتقاد جازم بأنّ الخير والنجاح كلّه بتوفيق الله، وهذا من تمام العقيدة السليمة السوية.
آثار التوكل
إنّ من آثار التوكل على الله كسب محبته ورضاه، وبالتالي تأييده وتوفيقه، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا"، وحسن التوكل على الله هو علامة على الإيمان الصحيح به، قال تعالى:(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (آل عمران: 160) فهذه صفة ملازمة لأهل الإيمان، وبها يُعْرَفون، ويتميّزون عن غيرهم، ومنه أيضاً طمأنينة النفس والشعور بالسعادة؛لأنّ المؤمن يطمئن بانّ ما عند الله خير، وانّ ما أخفاه الله عنه، وحجبه عنه، يفوق بكثير ما تمنّاه ولم يصل إليه، فالله لم يحجب عن المسلم شيئاً إلا لحكمة يريدها، وهو أبصر بالمسلم من إبصاره لنفسه، وفي التوكّل صمود أمام عواصف المحن، لأنّه يعلم أنّها من عند الله، وأنّ الله لن يُسْلِمه ولن يخذله.
عواقب التواكل
إنّ للتواكل أضراراً مغايرة للتوكل تماماً، فقلق وتوتر، وكسل عن الأخذ بالأسباب، واعتماد الإنسان على غيره، وعيشه على مساعدة غيره دائما، واستحقاق لغضب الله، وعقابه، وبالتالي الفشل في المحصلة النهائية، والخسران المبين، في الدنيا والآخرة، وخدش للعقيدة السوية، القائمة على حسن التوكل بالأخذ بالأسباب، وشعور الإنسان بالضعف والنقص والكسل الدائم، ومما يعرضه لأن يساوم على بعض مبادئه مقابل تقديم أي مساعدة أو عون له، وفقدانه للقيمة الحقيقية للحياة، القائمة على الجدّ والنشاط وعلو الهمة.
إنّ ما يعانيه الكثير من الناس، والذي يأخذ مظاهر شتى فيها نوع إذلال لكرامته، ما هو إلا نتيجة ملازمة لسوء فهمه لعقيدة التوكل، فيجلس عن العمل، ويتقاعس عن الجد والمثابرة، بزعم التوكل على الله ممّا يفوت عليه الخير الكثير، سواء في طلب الرزق أو تحصيل العلم، أو باقي مهارات الحياة.