عدد أبواب النار
النار
لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى الحياة على الأرض عبثاً ولا صدفة، إنما خلقنا لطاعته وعبادته وتجنب المعاصي والتضرع لخشيته والتذلل لدعائه، حيث بين الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة عن مصير الذين يخرجون عن طاعته وأمره ومن يكفر به وبرسله، وبين مصير الذين يؤمنون به ويتبعون رسله، ففي آيات كثيرة وأحاديث نبوية شريفة ذكر فيها الجنة والنار وبين صفاتهما ومن يفوز بدخوله الجنة ومن يعاقب ويخلد في نار جهنم، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على نار جهنم وصفاتها وعدد أبوابها واسم كل باب فيها، كذلك سوف نذكر بعض الآيات التي ذكر فيها أسماء النار.
صفات النار
خلق الله سبحانه وتعالى جهنم لتكون عذاباً وسكناً خالداً للذين كفروا بدين الله، وقاموا بإيذاء وقتل الأنبياء والرسل وارتكبوا المعاصي والآثام ولا يصلون ولا يزكون، وخاضوا في الباطل، وكذبوا باليوم الآخر حتى ماتوا على هذه الحال، فجهنم عبارة عن المكان الذي يعذب به الناس بعد الحساب يوم القيامة، بحيث يوضع الصراط عليها، فمن تجاوز الصراط كان في رحمة الله وجنته، ومن سقط عنه كان في عذاب الله وسخطه.
فقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تبين لنا صفات جهنم وكبرها وشددتها، ففي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ)”، فمن خلال هذا الحديث نرى أن جهنم سوداء اللون، وهذا يدل على عظم نارها و شدة حرها.
أسماء أبواب النار
إن جهنم لها سبعة أبواب، وهذه الأبواب تكون مغلقة على أهلها، ويدخل من كل باب فئة معينة من الناس الذين ظلموا أنفسهم وذلك تبعاً لعظم وشدة المعاصي التي ارتكبوها، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجر آية (43-44): “وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم”.
وذكر القرطبي عن على بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قلنا: مثل أبوابنا. قال: لا. هي هكذا بعضهم فوق بعض -زاد الثعلبي- ووضع إحدى يديه على الأخرى. وإن الله وضع الجنان على الأرض والنيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنم وفوقها الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم وفوقها لظى وفوقها السعير وفوقها الهاوية، كل باب أشد حراًً من الذي يليه سبعين مرة”، فمن خلال وصف الحديث لها فهي تتكون من أبواب مرتبة بعضها فوق بعض ووصفهما علي بن أبي طالب بأنها مرتبه من الأشد عذاباً إلى الأخف، وبين أن كل باب منها أشد عذاباً من الذي قبله بسبعين مرة.
الآيات الذي ذكرت فيها أسماء النار
ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، حيث كل اسم من هذه الأسماء يدل على شدة حرارة النار وأهوالها وأثارها، ومن هذه الأسماء:
- جهنَّم: “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ” سورة الحجرآية 43-44.
- الحطمة: قال تعالى “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ” سورة الهمزة، آية 4-7.
- سقر: قال تعالى “سَأُصْلِيهِ سَقَرَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ” سورة المدثر، آية 26-29.
- الجحيم: قال تعالى “فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى” سورة الأعراف، آية 179..
- لظى: قال تعالى “كَلَّا إِنَّهَا لَظَى* نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى” سورة المعارج، آية 15-17.
- السعير: قال تعالي: “”فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ” سورة الشورى آية 7.
- الهاوية: قال تعالى “وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ” سورة القارعة، آية 8-11.
طعام وشراب ولباس أهل النار
- الطعام : تعد شجرة الزقوم طعام سكان النار، حيث إن ثمارها تكون شديدة الحرارة والمرارة ورائحتها كريهة جداً.
- الشراب: الحميم هو شراب أهل النار حيث تكون درجة حرارته مرتفعه جداً، لدرجة أنه إذا اقترب على الوجه يحرقه ويشويه، وعندما يشربه أهل النار يمزق أمعاءهم ويغلي في بطونهم.
- اللباس: الحديد والقطران و النار يعد لباس أهلها.