أول من يدخل الجنة

وصف الجنّة

أعدّ الله سبحانه وتعالى لعباده يوم الميعاد إليه جائزةً كبرى وهي الجنّة، وقد وصفت الجنّة في القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة الشّريفة وصفًا يدلّ على عظمتها وجلالها وما أعدّه الله لعباده فيها من الكرامات والنّعم، ففيها ما لذّ وطاب من صنوف الطّعام والشّراب بل وما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين.

كما في الجنّة الحور العين والغرف التي يتراءى باطنها من ظاهرها ككواكب السّماء الدّريّة، وفي الجنّة يخلد الإنسان فلا يموت، وينعم ولا ييأس، وإنّ الوصول إلى الجنّة بلا شكّ يحتاج إلى سباقٍ بين المتنافسين امتثالًا لقوله تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السّموات والأرض أعدّت للمتّقين )، ولكن وعلى الرّغم من أنّ النّاس يتفاوتون في من يدخل الجنّة أولًا، إلا أنّ الآثار تبيّن لنا أنّ هناك أناساً يدخلون الجنّة قبل غيرهم، كما أنّ هناك رجلاً يدخلها قبل العالمين، فمن هو هذا الرّجل ؟ ومن هي تلك الفئة ؟

أوّل من يدخل الجنّة

بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح الذي رواه الإمام مسلم أنّه أوّل من يدخل الجنّة من النّاس، قال :(آتي باب الجنّة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول: محمّد، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك )، وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وفيه (أنا سيد بني آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر )، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام قطعًا هو أوّل رجلٍ يفتتح دخول الجنّة بفضله على النّاس ومقامه عند ربّ العالمين، ثمّ يدخل أولي العزم من الأنبياء الذين اصطفاهم الله على عباده بالرّسالة والنّبوّة.

قصّة الصّحابي بلال رضي الله عنه

روت كتب الحديث حديثًا عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام يسأل فيه الصّحابي بلال رضي الله عنه عن أرجى عملٍ له، حيث سمع دفّتي قدميه بين يديه عند دخول الجنّة، فبيّن بلال سبب ذلك وأنّه ما توضأ وضوءاً إلا صلّى به ما كتبه الله له، وقد أوّل العلماء هذا الحديث مبيّنين أنّه أريد به تمثيل حاله في الآخرة كما في الدّنيا إذ كان بلال يخدم النّبي ويتقّدم بين يديه كثيرًا.

أوّل فئات النّاس دخولًا للجنة

وردت أحاديث في أوّل من يدخل الجنّة من فئات النّاس، فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بنصف يوم يعدل خمسمئة سنة عند الله، وقد ناسب أن يكون حالهم كذلك بسبب قصر مدّة الحساب لهم خلافًا للأغنياء، والفقير بلا شكّ يعاني من أمور الحياة ومآسيها وابتلاءاتها.

كما أنّ حياة الغنيّ الماديّة في الدّنيا تتّسم بالرّاحة والدّعة بخلاف الفقير الذي قد يعيش البؤس والحرمان من المتع والملذّات المباحة، وفي الحديث الآخر أنّ أوّل زمرةٍ يدخلون الجنّة صورتهم كصورة القمر في ليلة البدر بتوافر عددٍ من الصّفات عندهم، والتي تدلّ على إيمانهم الصّادق بالله تعالى وصحّة توحيدهم.