ماذا يسمى صديد أهل النار
الغيبيات
الغيبيات هي الأمور التي لا نُدركها بالحواسِ ويصّعُب رسم صورةٍ مقربةٍ لها؛ مثل نعيم الجنةِ وعذاب القبرِ والصراط والبرزخ والنار وعذابٍِها، فنحن كمسلمين نؤمن بهذه الغيبيات إيماناً مطلقاً ولا نسأل عن كيفيتها ونكتفي بما جاء في القرآن الكريم وبما ورد في الأحاديث الصحيحة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فنسأل الله الجنة ونعيمها ونعوذ به من النار وعذابها.
النار
النار اسم يطلق في عُرف الناس على الشّيء المشتعل على شكل لهبٍ أو جمرٍ أو نارٍ متقدةٍ أو شرارةٍ وهي مستخدمةٌ للدفء والطهي وفي عمليات التصنيع والتعدين، وتُستخدم لذلك أنواع مختلفة من الوقود وأولها الحطب والخشب ثم الفحم الطبيعي ومشتقات النفط، أمّا النار في الدار الآخرة فهي عقاب الله سبحانه وتعالى للكفار والمجرمين.
خصائص النار
من خصائص النار خاصية الحرق والتعذيب والتنكيل لذلك هي مُلك لله وحده وقد حرّم الإسلام التنكيل بالنار؛ سواءاً كان المعذب بها إنساناً أو حيواناً أو أيَّ كائنٍ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعْث فقال:”إن وجدتُم فلاناً وفلاناً” لرجلين من قريش سمّاهُما “فأحرقوهما بالنار”، ثم قال رسُول الله صلّى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: “إنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلانًا وَفُلانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بِهَا إِلا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا” رواه البخاري.
النار لها خاصية الإيذاء وسرعة الانتشار وهي في إشتعالها تأكل الأخضر واليابس لذلك نهى الإسلام عن إبقاء النار مشتعلةً عند النوْم عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسّلم قال: “لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون” متفق عليه
ورد ذِكر النّار في مواضعَ كثيرةٍ في القرآن الكريم؛ منها ما بمعنى النور والدفء كما في قصة موسى عليه السلام، ومنها النّار للتعذيب في الدنيا والعقاب الجسدي كما في نار ابراهيم عليه السّلام حيث فقدت هذه النار خاصيتها الأساسية وهي الحرق بأمر من الله، ومنها ما هو بمعنى الحديد المحمى المصهور حتى يُصبح كالجمرِ كما في قصة ذي القرنين، والأغلب ذكرت النّار بأنها العقاب الّذي ينتظر الكفار والمجرمين في الآخرة.
النّار هي المادة التي خُلق منها إبليس وذريته وبسببها رأى أنه أفضل وأعلى قدراً من أن يسجد لآدم عليه السّلام المخلوق من الطين فعصّى الله وطُرد من رحمته، وقد خُلقت النار قبل خلق آدم عليه السّلام وهي منذ ذلك الحين تتهيأ لاستقبال الكفرة والمجرمين من الجِّن والإنس فالنار أوقدت ألف عامٍ حتى أصبحت حمراء اللون وألفٍ أخرى لتُصبح بيضاء اللون وألف أخرى لتُصبح سوداء اللون وكلما انتقلت من لونٍ لآخر تضاعفت حرارتها بمقدار لا يعلمه إلا الله، وفي النّار أعاذنا الله منها يشرب الكفار الماء ولكنه بصور مختلفة فهو إما أن يكون الحميم أو الغساق أو الصديد أو المهل.
الصديد: أحد أنواع الماء الأربعة التي تُسقى للكفار في النار وهي مكونةٌ من الدّم والقيح فلا يستطيعون شُربها واستساغة طعمها قال تعالى:” مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ” [سورة إبراهيم :17،16].