كيف كان ينام الرسول
فراش الرسول عليه السلام
كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ينام على الفراش تارة، وتارة كان ينام على النطع، والنطع في اللغة يعني بساط من الجلد،[١] كما كان ينام على الحصير أحياناً، وعلى الأرض أحياناً أخرى، وثبت عنه أنّه نام على السرير، وأحياناً أخرى على كساء أسود، وكان فراشه عليه الصلاة والسلام ووسادته أدماً حشوها ليف، وكان له مسح، والمسح هو الكساء المصنوع من شعر،[٢] فينام عليه يثنى ثنيتين، والمقصود أنّه نام على الفراش وتغطى باللحاف،[٣] وفي الحديث النبوي الشريف قوله عليه الصلاة والسلام لنسائه: (لا تُؤْذِيني في عائشةَ ، فإنه واللهِ ما نَزَلَ عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكن غيرَها).[٤]
صفة نوم الرسول عليه الصلاة والسلام
كان النبي عليه الصلاة والسلام ينام على هيئة وصفة بعيدة عن الاستغراق حتى يظل لا يثقل به النوم ويظل متنبهاً، لذلك كان ينام في أول الليل، ومما جاء في صفة اضطجاعه ونومه إذا آوى إلى فراشه حديث: (كان إذا أوَى إلى فراشِه وضع يدَه يعني اليمنَى تحت خدِّه ثمَّ قال اللَّهمَّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ أو تجمَعُ عبادَك)،[٥] كما ورد عنه أنّه قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا)،[٦] وفي الحديث الآخر: (كان رسولُ اللهِ إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلةٍ جمع كفَّيه فنفث فيهما، وقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثم مسح بهما ما استطاع من جسدِه، يبدأ بهما رأسَه ووجهَه، وما أقبل من جسده، يصنعُ ذلك ثلاثَ مراتٍ)،[٧] وقال النووي في شرح هذا الحديث في كتابه الأذكار أنّ النفث هو نفخ بلا ريق من الفم، وقد حرص النبي الكريم على تلك السنة في سائر أحواله وفي صحته ومرضه، حتى يتعلمها أصحابه، فتكون حرزاً لهم من الشياطين وتسلطها، وقد جاء في الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل اضطجع على شقِّه الأيمن، وإذا عرَّس قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه)،[٨] والتعريس في اللغة معناه نزول المسافر في آخر الليل حتى يستريح وينام.[٩]
وقت نوم الرسول عليه الصلاة والسلام
كان نوم النبي عليه الصلاة والسلام من أعدل النوم وأنفعه، فقد كان ينام ما يعادل ثماني ساعات هي ثلث الليل والنهار، وهي أفضل النوم عند الأطباء، كما ثبت عنه حرصه على نوم القيلولة، [١٠] والقيلولة هي النوم وسط النهار في وقت الزوال أو قريب منه قبله أو بعده،[١١] ومما جاء في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (ولكن تميماً الداري أتاني فأخبرني خبراً منعني القيلولة من الفرح وقرة العين)،[١٢] وكان يحب أن ينام مبكرا ففي الحديث: (وكان -أي النبي صلى الله عليه وسلم- يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها).[١٣]
المراجع
- ↑ “تعرف ومعنى النطع في معجم المعاني الجامع “، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ “تعريف و معنى مسح في معجم المعاني الجامع”، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (2001-09-23)، “هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم”، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 3775، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم: 3141 ، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 6324، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 218، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 220، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سامح محمد البلاح (2016-1-14)، “صفة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم “، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ “هدي النبي عليه الصلاة والسلام في النوم / فتوى رقم 45046”، إسلام ويب ، 2004-3-4، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ “القيلولة معناها ووقتها / فتوى رقم 31661”، إسلام ويب ، 2003-5-6، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن فاطمة بنت قيس، الصفحة أو الرقم: 2508، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو برزة الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 524، خلاصة حكم المحدث صحيح.