أول من ضبط أحرف القرآن

أول من ضبط أحرف القرآن

يُعد التابعي أبو الأسود الدؤلي أول من ضبط القرآن، بوضع النقاط على الحروف، وكانت كل نقطةٍ تدلّ على علامةٍ خاصةٍ بها، وذلك حسب المكان الذي تُوضع فيه، فكان يضع النقطة أمام الحرف علامةً على الضمة، والنقطة فوقه علامةً على الفتحة، وإذا كانت تحته فهي للكسرة، وذلك بسبب دخول الكثير من غير العرب في الإسلام في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، وعدم قدرتهم على تعلّم العربية، فكثُر الخطأ في اللغة لأنّ القرآن كان على عهد النبي من غير نقاطٍ ولا شكلٍ معينٍ للحروف، واستمرّ العمل بهذه النقط إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ليضع ضبطاً آخراً للمصحف مختلفاً عن ضبط أبو الأسود، فجعل بدل النقط ألفاً مبطوحةً فوق الحرف علامةً على الفتح، وتحته علامةً على الكسر، وجعل رأس واوٍ صغيرةٍ علامةً على الضمة، وأصبحت تسمّى نقط الأعجام.[١]

أهمية اللغة العربية في فهم القرآن

تتميّز اللغة العربية عن باقي اللغات، بأنّها لغة القرآن والدين الإسلامي، لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)،[٢] والنبي أُرسل بلسان العرب، ولكي يفهم الإنسان القرآن والإسلام فلا بدّ له من فهم ومعرفة العربية بكلّ فروعها، وأمضى الإمام الشافعي عشرون عاماً وهو يتعلّم العربية، فلمّا سألوه عن السبب، قال لهم: “ما أردت بهذا إلّا استعانةً للفقه”، إي ليفهم ويتعلّم القرآن والسنة، فمن لا يفهم اللغة يقع في الأخطاء عند استنباطه للأحكام.[٣]

قصة نقط الحروف

كُتبت المصاحف العثمانية دون نقاطٍ؛ لكي تحتمل الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، فانتشرت الأخطاء في اللغة؛ بسبب دخول العجم في الإسلام، وكان أول من تنبّه لذلك رجلٌ يسمّى زياد بن أبيه، وقصته أنّ معاوية بن أبي سفيان طلب من زياد والي البصرة أن يُرسل إليه ابنه عبد الله، ولمّا دخل عليه وجده يخطئ في اللغة، فكتب إلى زياد يلومه على ذلك، فكتب زياد إلى أبو الأسود ليضع لهم شيئاً يعرفون به القراءة، فرفض في البداية، حتى وجد الناس تُخطئ في كلام الله، فاختار رجلاً وقال له: أمسك مصحفاً وحبراً، فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدةً فوقه، وإذا كسرتها فانقط واحدةً أسفله، وإذا ضممتها فاجعل النقطة إلى جانب الحرف (أي أمامه)، فإذا أتبعت شيئاً من هذه الحركات غنةً فانقط نقطتين، وبدأ بالقراءة، والكاتب يضع النقاط، حتى أكمل المصحف.[٤]

المراجع

  1. “القرآن الكريم…أول من وضع نقطه وأول من شكله”، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  2. سورة يوسف، آية: 2.
  3. أحمد البراء الأميري (24/2/2013 )، ” أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  4. “تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته”، shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.