ما اسم قوم يونس
قصص الأنبياء في القرآن الكريم
اشتملت سور القرآن الكريم وآياته على قصصٍ لعددٍ من الأنبياء والرّسل؛ حيث كانت في هذه القصص الكثير من العِبر والآيات، كالقصص التي وردت تسليةً لقلب النّبي عليه الصّلاة والسّلام عندما كان يتعرّض للأذى في طريق دعوته إلى الله وتبليغ رسالة الإسلام، وبعض القصص كانت فيها عبرةٌ لأولي الألباب لما اشتملت عليه من دروسٍ وحكمٍ كثيرة.
من ضمن القصص القرآنيّة قصّة نبيّ الله يونس عليه السّلام الذي سمّيت سورةٌ كاملة في القرآن باسمه، كما ورد ذكره في أحاديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومنها حديث (لا ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خير من يونس بن متى) [صحيح مسلم]، فما هي قصّة هذا النّبي الكريم؟ وما اسم القوم الذين أرسل إليهم؟
قصّة يونس عليه السلام مع قومه
يُعتبر نبي الله يونس عليه السّلام من أنبياء بني إسرائيل؛ حيث يُقدّر المؤرّخون وفقًا لروايات أهل الكتاب والآثار أنّه عاش في القرن الثّامن قبل الميلاد، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يرسل يونس عليه السّلام إلى قومه برسالة التّوحيد حينما ظهرت فيهم المنكرات، وانحرفوا عن العقيدة السّويّة.
ظلّ يونس عليه السّلام بين ظهرانيهم يدعوهم إلى دين الله تعالى، وترك ما هم عليه من الشّرك والضّلال، وأنذرهم بطش الله تعالى وغضبه، وعندما لم يجد نبيّ الله آذانًا صاغية، وعندما أيقن بحلول عذاب الله بالقوم الظّالمين خرج من بينهم مغاضبًا قبل أن ينتظر أمر الله تعالى له بالخروج، فتوجّه إلى ساحل البحر حيث وجد قومًا يعدّون سفينةً لشدّ رحالهم عليها، فركب نبيّ الله معهم في السّفينة حتّى إذا ماج البحر بهم واضطرب صاح أحدهم، إنّ فينا رجلا مذنبًا، فاستهموا عدّة مرات وفي كلّ مرّةٍ يخرج السّهم على اسم سيّدنا يونس عليه السّلام، فيطلب منهم أن يلقوه في اليمّ، فيأتي بأمر الله تعالى حوتٌ كبير فيلتقم يونس ليظلّ في بطن الحوت في ظلماتٍ ثلاثة ينادي الله تعالى ويلهج بذكره ويستغفر، قال تعالى (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، فاستجاب الله نداءه ونجّاه من الغمّ الذي كان فيه.
اسم قوم يونس
عاد يونس عليه السّلام بعد أن نجّاه الله من بطن الحوت ليجد قومه قد آمنوا جميعهم بالرّسالة، وقد اختلف المؤرّخون في اسم القوم الذين أرسل إليهم نبيّ الله يونس عليه السّلام، وإن كانت معظم الروايات ترجّح أنّهم قومٌ كانوا يسكنون نينوى من أرض الموصل في العراق.