كم عدد أولاد آدم

آدم أبو البشر

تُؤمن الديانات التوحيديّة الثلاث؛ الإسلام، والمسيحيّة، واليهودية، بأنّ آدم عليه السلام هو أوّل مخلوقات الله البشرية على الأرض، وبأن الله خلقه من طين وبثّ فيه من روحه، وعلّمه الأسماء كلها وتسميات الأشخاص، والأشياء ليعبده ويطيعه، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة: 30،31]، فقد خلق الله آدم ليكون خليفته في الأرض ولينشر دين التوحيد، والإيمان بالله تعالى.

تبدأ قصة آدم عليه السلام من لحظة نفخ الروح في جسده حيث أَمَر الله الملائكة بالسجود له فسجدوا دون اعتراض ولكن الشيطان لم يطع أمر الله واستكبر، ويذكر القرآن الكريم أنّ الله أسكن آدم وزوجته الجنة ليأكلوا منها ويتنعّموا بنعيمها، ولأنّ الإنسان مجبول على الخطأ، فقد عصى آدم وزوجته أمر الله تعالى بعدم الأكل من الشجرة المحرّمة في الجنة، حيث وَسوَس لهما الشيطان وزَيّن لهما هذه المعصية فاتبعاه ووقعا في الإثم، وبعد أن غفر الله لآدم خطيئته أنزله هو وزوجته ليعيشا في الأرض إلى أن يأتي الله بأمره ويُهلِك كلّ من عليها، وذُكر في كتب التاريخ أنّ زوجة آدم كانت تنجب في كلّ مرة ذكراً وأنثى  فيحلّ لكلّ أخٍ أن يتزوّج من أخته الأخرى وذلك لتستمر عملية التناسل البشري.

أبناء آدم عليه السلام

وَرَد في القرآن الكريم ذِكر ابنين فقط من أبناء آدم، حيث يذكر القرآن قصة الصراع بينهما الذي يجسّد بداية الصراع بين الحق والباطل على الأرض، ولكن تعددت الروايات حول العدد الحقيقي لأبناء آدم وذريته فقد رُويَ عن القاضي ناصر الدین البيضاوي في کتاب نظام التواریخ أنّ حواء، زوجة آدم عليه السلام، حملت بمائة وعشرين بطنا وأنّ هابيل قد أُنجِبَ في الحمل الرابع، وذُكر في الكتاب أيضا أنّ شيثاً ابنُ آدم وُلد بعد خمس سنوات فقط من موت هابيل ويقال أنّ شيثاً كان وصيّ الله في الأرض من البشريين وأنّه كان نبياً مباركاً، وحسب هذا الرأي فإنّ عدد أبناء آدم وحواء هو 239 ولداً.

أبناء آدم عند الطبري

أما ابن جرير الطبري فقد ذكر ثلاث آراء مختلفة في كتابه تاريخ الأمم والملوك وهم:

*مائة وعشرون ولداً من الذكور والإناث.
*أربعون من الذكور والإناث.
*خمسة وعشرون من الذكور وأربعة من إناث.

يذكر الطبري أيضا أنّ شيثاً وُلد بعد خمس سنوات من موت هابيل، حيث تعود إليه أنساب بني آدم إلى هذا اليوم، وأنّ لآدم ابنٌ آخر اسمه سائر ولكن كلّ ذريته انقرضت ولم يبق منها أحداً ويعود التفاوت وعدم الدقّة في تحديد عدد أبناء آدم عليه السلام وأسماؤهم وترتيبهم إلى ما بعد الفترة الزمنيّة التي وجد فيها آدم وانفصالها عن فترة بدء تدوين كتب التاريخ.