الدولة في الإسلام
الدولة في الإسلام
إنّ للدولة في الإسلام مكانة عظيمة، كما أنّ إحقاق الحقّ، وإقامة العدل بين الناس لا يتأتى إلا من خلال دولة قويّة تقوم عليه وتحميه، وفي هذا يقول ابن تيمية: “الواجب اتخاذ الإمارة قربة يتقرّب بها إلى الله تعالى”، كما أنّ هناك حاجة ملحّة لسلطة تتولّى حلّ الخصومات وتنظيم أمور الناس من خلال وضع قوانين تنصف المظلوم، وتعاقب الظالم.
مفهوم الدولة في الإسلام
أصبح مفهوم الدولة من القضايا التي تشغل الرأي العام، والإعلام، والفكر، والسياسة، خاصّة بعدما جرى من خلط للأوراق بين طريقة الحكم وآليته في الكتاب والسنة، وبين تطبيقات تاريخيّة لهذا النظام، وبالرغم من أنّ النظام الإسلاميّ صالح لكلّ زمان ومكان، إلا أنّه في كثير من الأحيان تمّ استخدامه لأغراض، ومصالح شخصية، وقد درس بعض الباحثين حقباً من الفترة الإسلامية طبّقت فيها الخلافة، وحدث فيها تجاوزات أوهمتهم أنّها من الإسلام، فانتقدوه جهلاً بأحكامه.
الدولة في الإسلام هي جماعة من الناس، يستقرون على مساحة معيّنة، تنظمهم سلطة عليا، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويتمّ الفصل بين الدولة، وممارسي الحكم بتفويض من الأمة.
أركان الدولة الإسلامية
الشعب:
يحصل المواطنون على حقهم في المواطنة في حال توفّر شرطين، هما:
- عقد الإسلام: وهم الذين آمنوا بالدين الإسلامي واعتقدوا به، وعملوا به كنظام حياة، لا فرق فيما بينهم على اختلاف أعراقهم، وألوانهم، وقومياتهم.
- عقد الذّمة: هم الذين رضوا بالإسلام قانوناً يحكمهم، مع احتفاظهم بعقائدهم السابقة، والذمّة تعني الأمان، وسمّي بذلك لأنّه الأمان الذي تعطيه الدولة لرعاياها من غير المسلمين ليتمتعوا بحقّ المواطنة.
دار الإسلام:
يقصد بها جميع الدول التي معظم أهلها يدينون بالإسلام، ويطبقون شعائره كنظام حياة، وقانون.
السلطة العامة:
هي التي تفرض القانون، وبها تتميّز الدولة عن الأمّة، و لا تستند الجهة الحاكمة إلى مجرد القوّة العسكرية، بل تستند إلى البيعة الدالة على الرضا الشعبيّ، كما أنّ ممارسات الحاكم تستند إلى الدين الإسلامي، وتتقيّد به.
الهدف العام للدولة الإسلاميّة
الهدف العام للدولة هو إقامة القسط، وتعني أن يقيم الناس حياتهم على أساس التوازن، والعدل بحيث لا يطغى جانب على جانب، ولا فئة على فئة، قال تعالى:” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”، وتضم أيضاً: إقامة العدل بين الناس، والعدل يجب أن يكون شاملاً بتحقيق، العدل الاجتماعيّ، والاقتصاديّ، والإداريّ، والسياسيّ، والقضائيّ.